القرآن ، ثم ميزان فيه وفي السنة المحمدية يعرف بهما معارف القرآن ، ومن ثم ميزان متصل به كيانا منفصل عنه كونا للتعرف الى القرآن وتطبيقه وتأسيس دولته : هو نبي القرآن (صلى الله عليه وآله وسلم) وخلفاءه المعصومون (عليهم السلام) والعلماء الربانيون ، ومن قبل ميزان الفطرة والعقل والعلم يعرف بها وحي القرآن وأهل بيت القرآن (١) ، وميزان العدل والقسط حيث يكرّسهما القرآن ، ويكرّسان لتطبيق القرآن في الاولى ، وللحساب يوم يقوم الحساب قسطا وعدلا وكتاب الأعمال وكتّاب الأعمال وقلب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وقلوب المحمديين المعصومين الطاهرين : (عليهم السلام) : (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ) (٢١ : ٤٧) موازين متصلة كيانا بالقرآن مهما كانت منفصلة كونا عن القرآن ، حيث القرآن هو الأصل في الميزان ثم الفروع هي سائر الميزان.
وقد يعني الكتاب هنا جنس الكتاب قرآنا وما قبله من كتاب ، فمن الميزان إذا المعجزات التي تثبت وحي الكتاب كما سوى القرآن ، وأما القرآن فهو أمّ المعجزات كما هو أم الكتاب.
و «بالحق» هنا تبيّن موقف الكتاب أنه يصاحب الحق ، وأن نزوله بسبب الحق تبيانا وتطبيقا للحق ، ثم الحق في الكتاب الأخير ثابت لا ينسخ ، فهو حق مطلق مطبق مهما كان الحق في كل كتاب قبله لردح من الزمن غير مطلق.
(وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ) :
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٥٦٨ في تفسير القمي في الآية قال : الميزان امير المؤمنين (عليه السلام) والدليل على ذلك قوله عز وجل في سورة الرحمن «وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ قال : يعني الإمام».