وَإِيَّاكُمْ) (٢٩ : ٦٠).
اللهم إلّا بقرينة قاطعة تحصرها بالأرض : (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ ..) (٦ : ٣٨ و ١١ : ٦) (فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ ..) (٢ : ١٦٤) هذه الأرض أم كل السبع إلّا بقرينة تخصها : (فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ) (٣٤ : ١٤) (وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) (٢٧ : ٨٢).
ف (ما بَثَّ فِيهِما) هنا وفي أضرابها تدلنا على وجود دواب في السماوات كما في الأرض ، أترى أن فيها دابة الإنسان حيث يمشي على رجلين أم ماذا كما في الأرض؟
أجل! لمكان «هم» في «جمعهم» هنا حيث ترجع إلى ذوي العقول دون «ها» فإنها لغير ذوي العقول ، وقد يكون من «هم» ناس (وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) (١٦ : ٦١) فحيث لا مرجع هنا للضمير «عليها» فلترجع إلى الدنيا كلها من أرضها وسماءها ، كما وهما تذكران بآيات قبلها (وَلَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ واصِباً ..) (٥٢) فالناس المأخوذون هنا لولا أجل مسمى هم ناس السماوات والأرض ، ودليلا ثانيا إن دواب السماوات لا تؤخذ بما ظلم ناس الأرض ، فأخذ الدابة بما يظلم الناس أخذ لما ينفع الناس مع الناس.
وقد تعني آية الحج من ثالث الثلاثة في المساجد كثيرا من ناس السماوات والأرضين : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ ..) (١٨) ف (مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) من