ملائكة أو إنسان أم أية دابة أم من ذا؟ (وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) وغيرهما من نجوم السماء (وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ) من الأرض والسماء. (وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ) فيهما اختيارا (وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ) تكوينيا واضطرارا.
وإذا السجدة هنا تعم ذوي العقول وسواهم ففي النحل يخصهم دون سواهم : (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مِنْ دابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ. يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) (٥٠) حيث تتأخر الملائكة الساجدة لكي تعم الدابة الساجدة السماوات والأرض» وهم لا يستكبرون يخافون ..!
ثم الدابة العاقلة بين دواب السماء قد تكون إنسانا يمشي على رجلين أم ماذا؟ فلا مشاحة في الأسماء ، أم تكون أيا كان من العقلاء من جان أمن ذا ، فالعالمون في آياتهم دليل على فرقة ثالثة بعد الإنس والجان ـ لأقل تقدير ـ قضية أقل الجمع.
ففي (٧٣) موضعا من آي الذكر الحكيم يأتي العالمون والعالمين جمع العالم وهو العاقل ممن سوى الله ، نعرف من هذا الجمع عالم الإنس والجن ولا نعرف ثالثا أم زاد إلا إجمالا من آية البثّ والبعض من آيات الدابة وآيات العالمين : ك (رَبِّ الْعالَمِينَ) و (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ) (٣ : ٣٣) مما يدل على أفضلية هؤلاء المرسلين على مرسلي الجن وسائر العالمين ، كما القرآن ورسوله : (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرى لِلْعالَمِينَ) (٦ : ٩٠) ذكرا ورسالة لعامة المكلفين ورحمة : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ) (٢١ : ١٠٧) ونذارة : (تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً) (٢٥ : ١).
وقد تدلنا روايات عدة على مدن سماوية كما يروى عن الإمام علي (عليه السلام): «هذه النجوم التي في السماء مدائن مثل المدائن التي في