الأصيل في فعله وافتعاله ، ثم الله لا نصيب له من خيره أو شره ، ف (وَاللهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ).
(إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكائِي قالُوا آذَنَّاكَ ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ)(٤٧)
علم الساعة مردود إليه ، محفوظ لديه ، لا يعدوه إلى سواه حتى رسل الله ، فإذا سئلوا عنه ردوا علمه إليه ، وليس فقط علم الساعة ، بل (وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ) من أوعيتها الأكمام ، (وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى) نباتية أم حيوانية أم انسانية أماهيه (وَلا تَضَعُ) حملها (إِلَّا بِعِلْمِهِ).
هنا «من ثمرات» و «من أثنى» تستغرق الكل من كل دونما استثناء ، أنها بحيطة علمية إلهية ولا تسامى ، مهما علم العالمون شيئا ضئيلا من هذه وتلك.
وذلك توحيد لربوبية العلم والقدرة (وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ) إذ تقطعت الأسباب وحارت دونه الألباب (أَيْنَ شُرَكائِي)؟ الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء ، (قالُوا آذَنَّاكَ) إعلاما وإعلانا (ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ) لا هنا فأنت أنت الله الواحد القهار ، ولا يوم الدنيا مهما خبطنا وأخطئنا.
وهنا (مِنَّا مِنْ) ضاربة إلى عمق بعيد من سلبية الاستغراق ، فلا أحد منا يشهد أن لك شركاء! وهنالك :
(وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ)(٤٨).
فهنالك ظهور الحقايق ، فليضل الشركاء المختلقون ، فذواتهم هناك موجودة ، وصفاتهم مفقودة ، وذلك ضلالهم والضلال عنهم ، أم وذواتهم