إلى خلايا فشوشوها ، وتواروا عنها ، فهزمت النحل أولئك الأكراد لسعا لهم (١) ولدوابهم.
وملك النحل حليم (٢) جدا ، ولا يلذع شيئا. وإذا هلك شىء في الخلية رمته إلى خارج. وهو أنقى الحيوانات ؛ ولذلك لا تلقى زبلها إلا وهي تطير وإلا في دفعات ، لأن في ذبلها نتنا. وهي تكره النتن ، وتكره أيضا الروائح الدهنية والأدهان وإن كانت عطرة ، وتلسع المتدهن إذا دنا منها.
ومما يهلك النحل تفرقها لكثرة ملوكها. وأما أبكار النحل وفراخها ، فهى أصنع من غيرها ، وأجود عسلا ، وأقل لسعا ، وأقل ضرر لسع ، وهي أقل رعبا (٣). وقد قاتل النحل نحلا غريبا زاحمها في الخلية ؛ وكان رجل يعين النحل الأهلى ، فلم يلسعه البتة. ومن آفات (٤) النحل دود يتولد ، ويصير عنكبوتا ، ويستولى على العسل ويفسد الشهد والموم. وربما تعفنت الخلية وأنتنت ، فأفسدت (٥) النحل. والنحل يحب السعتر ، وأجوده الأبيض ؛ فإذا لقط من زهر قمل (٦) مرض. والنحل تستتر (٧) عن الريح بالحجر وتشرب الماء الصافى (٨) القريب المعهود ؛ ولا تشرب إلا بعد إلقاء الثفل. وأكثر ما تعسل ربيعا وخريفا ، وأجوده الربيعى. والعسل الأبيض هو الذي يعسل في موم طرى ، وإذا عسل في موم عتيق احمرّ. وأجود العسل هو الذهبى ، وأردأ العسل أعلاه في الخلية ؛ ولذلك ينبغى أن يخرج عنها. والنحل يعجبه التصفيق والغناء ، وبهما يجتمع ويرد إلى الخلية (٩). والخلية المخصبة هي التي يكثر فيها دوى النحل. وإذا ترك للنحل (١٠) في الخلية من الشهد فوق كفايته ، عاد بطالا ، وكذلك إن كان أقل من كفايته. وقلة الذكورة أصلح في الخلية ، فإن النحل العسال يكون أنشط. والنحل يحدس (١١) بالبرد والمطر ، وعلامة ذلك لزومها الخلية. وهنالك ما يعدّ لها القيّم قوتا. وإذا (١٢) تعلق بعضها ببعض
__________________
(١) لهم : ساقطة من سا.
(٢) حليم : حام م.
(٣) رعبا : رعيا سا ؛ رغبا ط ، م.
(٤) آفات : إناث ط.
(٥) فأفسدت : وأفسدت سا.
(٦) قمل : ساقطة من ط ؛ [قمل العرفج ، إذا اسود شيئا يعد مطر أصابه فلان عوده (لسان العرب)]
(٧) تستتر : تستر ط.
(٨) الصافى : أيضا في سا.
(٩) إلى الخلية : ساقطة من ب.
(١٠) للنحل : النحل د ، سا ، ط ، م.
(١١) يحدس : يحس ط ، م.
(١٢) وإذا : فإذا ط ، م.