منه ، وأنه يتحلل. وليس رأيه كذلك ، بل عنده أن المنى وإن خالط فيخالط على أنه فاعل ، لا على أنه المادة (١) ، ولكنه يجرى في الأعضاء مع المادة التي للإناث من غير أن يكون هيولى يتكون (٢) منه العضو ، بل يكون جزءا ساريا فيه كالمبدإ المحرك وأنه إنما (٣) تتكون عنه الروح في المولود ، فإنه يلطف جدا ، أو يكون أصلا للروح الذي في المولود ، الذي يحمل القوة النفسانية.
وفاضل الأطباء ومن يجرى مجراه (٤) يشنعون على أفضل الحكماء في ذلك ، ويناقضونه ، فلنترك الاعتذار الذي قدمناه (٥) ، والتأويل الذي بيناه ، وإن كان هو الحق والمطابق لرأيه ، ولنضع وضعا أن المني للرجال فقط ، وأنه يؤثر من غير مخالطة ، وأنه (٦) ليس للنساء إلا دم الطمث (٧). ثم لننظر فيما يورده هذا الطبيب من المناقضات ، ثم لنبين أنه لم يعمل شيئا ، ولم يحسن أن يقول شيئا ، فظن (٨) كثيرا أنه يبرهن (٩) ، ثم لم يقنع ؛ وأنه ضعيف جدا في المبادي ، وإن كان كثير البسط (١٠) في فروع الطب.
__________________
(١) المادة : مادة ط.
(٢) يتكون : فيكون د ، سا ، ط ، م
(٣) وأنه إنما : وإنما ط.
(٤) مجراه : مجراهم سا.
(٥) قدمناه : فهمناه ب.
(٦) وأنه : فإنه م.
(٧) الطمث : طمث ب ، سا ، م.
(٨) فظن : وظن د ، سا
(٩) يبرهن : برهن ط.
(١٠) البسط : التبسط د ، سا ، م.