واعلم أن دم الطمث ينقسم ثلاثة أقسام : قسم ينصرف في الغذاء ، وقسم يصعد إلى الثدى ، وقسم هو فضل يتوقف إلى وقت النفاس (١) فينتفض (٢). والجنين تحيط به أغشية ثلاثة : المشيمة وهو الغشاء المحيط ، وفيه تنتسج العروق المتأدية ضواربها إلى عرقين وسواكنها إلى عرق (٣). والثاني يسمى بلاين (٤) ، وهو اللفائفى ، وينصب إليه بول الجنين. والثالث يقال له أنيس (٥) وهو مغيض العرق. فأقرب الأغشية منه الغشاء الثالث ، وهو أرقها ليكون مجمع (٦) الرطوبة الراشحة من الجنين (٧). وفي جمع (٨) تلك الرطوبة فائدة في إقلاله ، كى لا يثقل على نفسه وعلى الرحم ، وفي تبعيد ما بين بشرته (٩) والرحم. فإن الغشاء الصلب يؤلمه بمماسته (١٠) ، كما يؤلم المماسات ما كان من الجلد قريب العهد من النبات على القروح ولم يستوكع بعد ، وأما الغشاء الذي يلى هذا إلى خارج فهو اللفائفى لأنه يشبه اللفائف ، وينفذ إليه (١١) من السرة مصب للبول (١٢) ، ليس من الإحليل ، لأن مجرى الإحليل ضيق وتحيط به عضلة موكلة تطلق بالإرادة وإلى آخره تعاريج ، وأما هذا فهو واسع مستقيم المأخذ. وجعل للبول مغيض (١٣) خاص (١٤) ، لأنه لو لا في البدن لم يحتمله البدن (١٥) لحرافته وجدته ، وذلك ظاهر فيه. والفرق بينه وبين رطوبة العرق فى الرائحه وحمرة اللون بيّن. ولو لاقى أيضا المشيمة لكان ربما أفسد (١٦) ما تحتوى عليه العروق. والمشيمة هي (١٧) ذات صفاقين رقيقين ، تنتسج فيما بينهما العروق. ويتأدى كل جنس منها إلى عرقين أعنى الشرايين والأوردة ، فأما (١٨) عرقا (١٩) الأوردة فإذا دخلا استقصرا (٢٠) المسافة إلى الكبد (٢١) فتأحّدا عرقا واحدا ، ليكون أسلم ، ونفذا (٢٢) إلى تحديب الكبد لئلا يزاحما (٢٣)
__________________
(١) النفاس : النفوس م (٢) فينفض : فينفض ط.
(٣) عرق : عرقين : ب
(٤) بلاين : بلاس ب ، م.
(٥) أنيس : أنفس ب ؛ أبيس ط.
(٦) مجمع : مجتمع ط (٧) الجنين : الجميع ط
(٨) جمع : جميع د ، سا ، ط ، م.
(٩) بشرته : سرته م.
(١٠) يؤلمه بمماسته : مؤلمة بمماسة ط.
(١١) إليه : إلى هذا د ، سا ، ط ، م
(١٢) للبول : البول ب. (١٣) مغيض : مغيط م
(١٤) خاص : + به ط ، م.
(١٥) يحتمله البدن : يحتمله ب ؛ يحتمل البدن م.
(١٦) أفسد : + على م. (١٧) هى : وهي ط.
(١٨) فأما : وأما ط ، م
(١٩) عرقا : عرق (٢٠) استقصرا : استقصر د ، ط ، م.
(٢١) الكبد : كبد ط (٢٢) ونفذا : ونفذ ب ، د ، ط ، م
(٢٣) يزاحما : يزاحمها ب ، ط.