وإما عسر (١) ؛ فتلطف الخالق جل اسمه (٢) بتكثير التلافيف ليكون ما يحصل متعمقا فى جزء من المعا (٣) يعود ملامسا في جزء آخر فتتمكن طائفة أخرى من العروق من امتصاص صفاوته التي فاتت الطائفة الأولى.
وعدد المعاء ست : أولها المعروف بالاثنى عشرى ، ثم المعروف بالصائم ، ثم معاء طويل ملتف يعرف بالدقاق واللفائف ، ثم معاء يعرف بالأعور ، ثم معاء يعرف بالقولون ، ثم معاء يعرف بالمستقيم وهو السرم (٤). وهذه (٥) الأمعاء كلها مربوطة بالصلب (٦) برباطات يشدها على واجب أوضاعها. وخلقت العليا منها رقيقة الجوهر ، لأن حاجة ما فيها إلى الإنضاج ونفوذ قوة الكبد إليه أكثر من الحاجة في المعاء السفلى ، ولأن ما تتضمنه لطيف لا يخشى فسخه لجوهر المعاء بنفوذه فيه ومروره به ، ولا خدشة له. والسفلى مبتدئة (٧) من الأعور غليظة ثخينة (٨) مشحمة (٩) الباطن لتكون مقاومة (١٠) للثفل الذي إنما يصلب ويكثف أكثره هناك. وكذلك إنما يتعفن إذا أخذ يتعفن فيه. والعلى (١١) لا تشحيم له ، ولكن لم يخل في الخلقة من تغرية سطحه الداخل برطوبة (١٢) لزجة مخاطية تقوم (١٣) مقام التشحيم. والمعاء (١٤) الاثنا عشرى يتصل بقعر المعدة ، وله فم يلى المعدة يسمى البواب. وهذا (١٥) بالجملة مقابل (١٦) للمرىء ، فكما (١٧) أن المريء إنما هو للجذب إلى المعدة من فوق ، فكذلك هذا إنما هو للدفع عن المعدة من تحت ، وهو أضيق من المريء. واستغنى في الخلقة عن توسيعه توسيع المريء لأمرين : أحدهما أن الشىء الذي ينفذ في المريء أخشن وأصلب وأعظم حجما. والذي ينفذ في هذا المعاء أسلس وألين وأرق حجما ، لانهضامه في المعدة واختلاط الرطوبة المائية به (١٨) والثاني أن النافذ في المريء لا يتعاطاه من القوى الطبيعية (١٩)
__________________
(١) عسر : عسير ط (٢) جل اسمه : تعالى ب ؛ جل ذكره ط ؛ عزت قدرته د ؛ ساقطة من سا.
(٣) المعا : معاء ط ؛ الأمعاء م.
(٤) السرم : السرة م (٥) وهذه : وهذا ط
(٦) بالصلب : بالقلب د ، م.
(٧) مبتدئة : يبتدئ ط ؛ مبتدئ م
(٨) غليظة ثخينة : غليظ ثخين ط ، م
(٩) مشحمة : مشحم ط ، م
(١٠) مقاومة : مقاربا ط ؛ مقاوما م.
(١١) والعلى : والعليا د ، سا.
(١٢) برطوبة : برطوطة ط
(١٣) تقوم : + له د ، سا.
(١٤) والمعاء : ثم المعاء ط ، م
(١٥) وهذا : وهذه ط ، م.
(١٦) مقابل : مقابلة ط ، م
(١٧) فكما : وكما سا. (١٨) به : ساقطة من م
(١٩) من القوى الطبيعية : ساقطة من د ، سا ، م.