هوائية المزاج (١) ، ليست بشديدة المائية.
قال : والطير أيضا يذهب فضل مائيتها في الريش ، فلا تحتاج إلى مثانة ، وكذلك (٢) الصدفى والمفلس (٣) ، إلا السلحفاة فإن رئتها لحمية دموية.
أقول : ولأن (٤) جلدها لا يغتذى بفضل رطب ، بل بفضل يابس فيجتمع فيها فضل رطب أكثر.
قال : وجلدها يحقن الرطوبة فلا يتحلل. ومثانة البحريات أكبر لأنها أرطب وإلى الشرب أحوج وإلى بلع الماء أشد اضطرارا. والحيوان المسمى أموس (٥) له مثانة (٦) ، وليس له كلية ، إذ كان (٧) لين جلده ولحمه يغنى عن كثرة استظهار في أعضاء جذب المائية ، لأن المائية لا تبقى فيه بل تتحلل. وأما غيره مما له (٨) رئة دموية فإن له كليتين.
قال : ومن أسباب ارتفاع الكلية اليمنى قوتها (٩) ، ولهذا ما يطأطئ الإنسان عند التحديق حاجبه الأيسر ، ويشيل حاجبه الأيمن.
ثم نتكلم في الحجاب. وأن كل حيوان ذى أعضاء تنفس (١٠) وأعضاء غذاء فله حجاب. والحجاب مشارك (١١) لأعضاء الحس والفكرة ، وإن كان لا حصة له (١٢) فيها. وإذا حمى مراقه أثر (١٣) ضررا في العقل والتمييز ، وإذا دغدغ عرض منه ضحك ، وربما ضر. وقيل : إنه وقعت ضربة (١٤) على الحجاب فأحدث ضحكا كزازيا. وقال : يجب أن يقع بهذا (١٥) من التصديق أكثر مما يقع. يقول أوميروس (١٦) : إن رجلا كان كاهنا في هيكل المشترى قطع رأسه فتكلم الرأس وهو بائن ، وهذا محال ، إذ لا كلام إلا بنفس ، ولا نفس مع قطع الرأس عن الرئة.
__________________
(١) المزاج : والمزاج د.
(٢) وكذلك : وكذا م
(٣) والمفلس : + الجلد سا.
(٤) ولأن : فلأن ط ، م.
(٥) أموس : أمرتين ب
(٦) مثانة : ساقطة من ب
(٧) كان : + له ب.
(٨) مما له : فماله د ، سا ، ط ؛ فما رئة م.
(٩) قوتها : فوقها م.
(١٠) تنفس : تتنفس ط.
(١١) مشارك : مشاركة د
(١٢) له : ساقطة من م.
(١٣) أثر : أدى ط.
(١٤) ضربة : صرفيه د.
(١٥) بهذا : لهذا ط.
(١٦) أوميروس : أوميرس د ، ط.