يقال له سحريرس ، كثير البيض لأنه أيضا أرطب وأكسل ، وهو كثير الشرب. ومما ليس بذات مخلب الطائر المسمى قوقنس (١) ، فإنه قليل البيض ، وربما باض واحدا أو يبيض (٢) في عش غيره ، على ما حدث عنه وذلك أيضا لبرد مزاجه ويبسه.
واعلم أن كل ما يبيض كثيرا لنوعه أو شخصه فعمره قليل ، وكذلك ما كان من الشجر كثير الثمر وكثير البزر. والدجاج الكثير البيض والذي يبيض في اليوم مرتين (٣) يهلك بسرعة. واللبؤة (٤) إذا وضعت يكثر (٥) وضعها خمسة أجراء أو ستة أجراء (٦) نقصت في كل سنة شبلا ، لأنها (٧) ييبس (٨) مزاجها على السن. وبيض الريح إنما يكون فى الطير الكثير البيض ، لكثرة الفضل والمادة ، ويكون لكثرة مادتها تنتقص (٩) مادتها (١٠). وكما تسمع (١١) صوت الذكر أو تأتيها رائحة الذكر فتهيج بكثرة (١٢) الشبق وغزارة المادة ، كما يعرض لبعض الناس المغتلمين أن ينزلوا (١٣) بالمس والنظر. والطير التي من شأنها أن تبيض بيض الريح هي غالبة المادة ، فلذلك تحتاج إلى سفاد من (١٤) الذكر متواتر بعد الحبل وإلا (١٥) تغير البيض في بطنها إلى طبيعة المادة وصار بيض الريح ، وإن كان ليس بيضها بيض الريح في الأصل.
والسمك لما كثر بيضها للحاجة المذكورة إلى ذلك لم يحتمل أن تكون تلك الكثرة تنشو (١٦) وتتم (١٧) داخلا ، بل تستفيد من الطبيعة قوة تكملها خارجا.
والبيض فإن طرفه الحاد هو الذي يتعلق بالرحم وهو مكان الرأس من الحيوان. قال : والأول الذي فيه مبدأ الحركة هو من ذلك الجانب ، ولذلك هو أجسأ ليكون أوقى ، ويخرج أخيرا لأنه أعلق بالرحم. والبيض يخالف (١٨) الجنين ، فإن البيض خروجه
__________________
(١) قوقنس : قرقيس د.
(٢) او يبيض : ويبيض ط.
(٣) مرتين : كرتين سا
(٤) واللبؤة : + أيضا د ، سا
(٥) يكثر : بكر د ، سا ؛ يكر ط
(٦) أجراء (الثانية) : ساقطة من سا.
(٧) لأنها : لأنه ط
(٨) ييبس : يبس م.
(٩) تنتقص. ينتفض ط.
(١٠) مادتها تنتقص مادتها ؛ ساقطة من د.
(١١) تسمع : سمع د
(١٢) بكثرة : بحركة د ؛ لحركة سا ؛ لكثرة ط ، م.
(١٣) ينزلوا : يتولد سا.
(١٤) من : ساقطة من م.
(١٥) وإلا : وإن د.
(١٦) تنشو : تنشأ ط ، م
(١٧) وتتم : أو تتم د.
(١٨) يخالف : بخلاف ط ، م.