النوم ، حتى إنه ربما (١) يولد (٢) يبكى. ويكون التخيل فاعلا فيه فعله ، حتى إن الصبى إنما يضحك أول ضحكة في الأكثر وهو نائم.
ومنها سبب الزرقة والكحلة ، فنقول : إن الزرقة تعرض إما بسبب في الطبقات ، وإما بسبب في الرطوبات.
والسبب في الرطوبات أنها إن كانت صافية وقريبة الوضع إلى خارج كانت (٣) الجليدية كبيرة المقدار ؛ والبيضيّة معتدلة المقدار أو قليلة (٤) ، كانت العين زرقاء بسببها ، إن لم يكن من الطبقة منازعة ؛ وإن كانت كدرة والجليدية قليلة والبيضية كثيرة تظلم كظلام الماء (٥) الغمر (٦) ؛ أو كانت الجليدية غائرة ، كانت العين بسببها كحلاء.
وأما الذي (٧) بسبب الطبقة ، فإن الطبقة العنبية إن كانت سوداء صيرت العين كحلاء ، وإن كانت زرقاء صيرت العين زرقاء. والعنبية تصير زرقاء إما لعدم النضج مثل النبات ، فإنه أول ما ينبت لا يكون ظاهر (٨) الصبغ ، بل يكون إلى البياض ، ثم إنه مع النضج يخضرّ. وإما لتحلل الرطوبة التي يتبعها الصبغ إن كانت نضيجة جدا ، مثل النبات ، فإنه عند ما (٩) تتحلل رطوبته يأخذ (١٠) يبيضّ. والمرضى تشهل أعينهم ، وكذلك المشايخ لهذا السبب ، لأن المشايخ تكثر فيهم الرطوبة الغريبة وتتحلل الغريزية. فالزرقة منها طبيعية ، ومنها عارضة. والشهلة تحدث من اجتماع أسباب الكحلة وأسباب الزرقة ، فيتركب منها (١١) شىء بين الكحلة والزرقة وهو الشهلة. ولو كانت الشهلة للنار على ما ظنه أنبادقليس لكانت العين (١٢) الزرقاء مضرورة لفقدانها المائية التي هي آلة البصر. والكحل يقصر عن الزرقة في الإبصار إذا (١٣) لم تكن الزرقة لآفة. فالسبب فيه (١٤) أن الكحل
__________________
(١) ربما : كما د ، سا ، ط ، م
(٢) يولد : يتولد ط ، م.
(٣) كانت (الثانية) : وكانت سا ، ط.
(٤) أو قليلة : أو قليلته ط.
(٥) كظلام الماء : انظلام الماء د ؛ إظلام الماء سا ، ط ؛ لظلام ماء م.
(٦) الغمر : الكدر د.
(٧) الذي : التي سا.
(٨) ظاهر : ظاهره م.
(٩) عند ما : مثل ما سا
(١٠) يأخذ : ساقطة من سا.
(١١) منها : منهما ط.
(١٢) العين : ساقطة من م.
(١٣) إذا : وإذا م
(١٤) فالسبب فيه : والسبب فيه د ، سا ، ط ؛ والسبب م.