الأيلة عن كمين لا عن إتباع ؛ لأن شدة حضره (١) قريب المدى ويستلقى في مرصد الثور ، فإذا (٢) رام نطحه شبث ذراعيه بقرنيه ، ولا يزال ينهش ما بين كتفيه حتى يثخنه ، وربما مشى يسيرا على رجليه. وأقول : إنه ليرمى (٣) بالحجارة ويأخذ العصا من الإنسان فيضربه ، حتى يتوهم أنه مات ، فيتركه ، وربما عاد (٤) يتشممه ويتجسس نفسه ، ويحب العنب جدا ، ويصعد الشجر أخف صعود ، ويهشم الجوز بين كفيه تعريضا بالواحدة وصدمة بالأخرى ، ثم ينفخ فيه فيذرو قشره ويستف لبه.
وأما الأسد فإنه قذر البلع يبلع البضع غير صابر إلى أن يمضغ فيغص به فيقذفه ، ويعود فيه ، ويمتلئ امتلاء يثقله فيلزم (٥) مفرشه يومين وليلتين صائما. ولا يجعر إلا في يومين أو ثلاثة أيام مرة واحدة ، ويفارقه شىء صلب جدا يابس لا رطوبة فيه منتن. وفساه (٦) شديد النتن ، وكذلك بوله. ويشغر كالكلب ، وإذا شق بطنه فاحت منه رائحة شديدة ثقيلة.
ومن حيوان البحر ما يرعى في الشط ليلا كقوقى. وحيوان آخر عريض الجسد قوى الأسنان إذا عض إنسانا (٧) لزمه حتى يسمع خشخشة العظام. وهو غليظ الشعر. وشرب الحيوان الحاد السن المفلجها خلاف شرب (٨) الحيوان (٩) المرصص الأسنان. وللدب شرب خاص ، وللطير شرب خاص ، فما طال عنقه فإنه إذا (١٠) تجرع (١١) أشال رأسه ، ثم عاود (١٢) ؛ والسبب فيه ضيق (١٣) أعناقها وصعوبة تأدى الماء من تحت إلى فوق فيما طال عنقه. على أن شرب الطير مختلف أيضا (١٤).
الخنزير مولع (١٥) بالأصول ، وخطمه موافق لكرب الأرض نبشا عن الأصول ،
__________________
(١) حضره : (الحضر والإحضار : ارتفاع الفرس في عدوه : والحضر والحضار من عدو الدواب (لسان العرب)».
(٢) فإذا : وإذا ط.
(٣) ليرمى : يرمى ط.
(٤) عاد : عاود د ، سا ، ط ، م.
(٥) فيلزم : فيلزمه ب.
(٦) وفساه : وفاؤه ط ؛ وفساؤه م.
(٧) إنسانا : الإنسان ب.
(٨) شرب : ساقطة من سا
(٩) الحيوان (الثانية): + الحاد السن ط ، م.
(١٠) إذا : ساقطة من ب
(١١) تجرع : فزع ب ، م ؛ جرع د ، سا
(١٢) عاود : عاد د ، سا ، ط ، م.
(١٣) ضيق : أضيق م.
(١٤) أيضا : جدا سا. (١٥) مولع : يولع ط ، م.