بأفكار جديدة مضافا الي مخلفات الخوارج والمرجئة وأهل القدر المعتزلة. فكانت متاعب الامام مضنية في صد التيارات والرياح الوافدة ، وهو يعيش تبعات ذلك كله ، يعالجها حينا ، ويدفعها حينا آخر ، ويوفق بين المسلمين فيما بينهما ، حتي سجل له تأريخيا ذلك الدور المشرف.
لقد نشأت في عهد أبيه الامام الصادق فرق الغلاة والزنادقة والالحاد ، ونشأت في عهده فرق أخري وثيقة الصلة بما ابتلي به عصر أبيه. فأضاف ذلك جهدا الي جهده.
والذي يراه البحث أن الحياة الجديدة لم تكن هادئة أو مستقرة ، بل هي الي الصخب والضجيج أقرب ، وهي تمثل مدي الانشطار الاسلامي الي فرق وجماعات وجماعات وتكتلات.
وقد شجعت السياسة هذا الجو المحموم المضطرب ، ليصفو لها الأفق بعيدا عن المجابهة والرفض ، وبمعزل عن مشكلات التحسس الجماعي بالظلم والمأساة والاذلال.
وكانت حتمية تجربة السماء الفطرية تقتضي بالضرورة أن ينتصر الاتجاه العقلي الرصين علي تلك التهاويل الغريبة التي اجتاحت العالم الاسلامي في سرعة مذهلة. وهي تتضخم ضمن مخطط سياسي صاعق ، أبرم بنوده سلاطين الجور وأدعياء الفكر الوافد.