تبتلي بي وأبتلي بك ، فكاتب صاحب الديلم ، فاني قد كاتبته لك لتدخل الي بلاده فتمتنع به.
ففعل ذلك يحيي ، وكان صحبه جماعة من أهل الكوفة ... كانوا يخالفون يحيي في أمره ، وحينما ولي الرشيد الفضل جمع كور المشرق (صفحه ١٨٦) وخراسان ، أمره بقصد يحيي والجد به ، وبذل الأمان والصلة له ، ان قبل ذلك. فمضي الفضل فيمن ندب معه ، وراسل يحيي فأجابه الي قبوله ، لما رأي من تفرق أصحابه وسوء رأيهم فيه ، وكثرة خلافهم عليه ، الا أنه لم يرض الشرائط التي شرطت له ، ولا الشهود الذين شهدوا له ، وبعث بالكتاب الي الفضل ، فبعث به الي الرشيد. فكتب له الرشيد بما أراد ، وشهد له من التمس.
فلما ورد كتاب الرشيد علي الفضل ، وقد كتب له الأمان علي ما رسم يحيي ، وأشهد الشهود الذين التمسهم ، وجعل الأمان علي نسختين : احداهما مع يحيي ، والأخري معه. وشخص يحيي بن عبدالله ـ بناء علي الأمان الموثق ـ حتي وافي بغداد ، ودخلها معادلة في عمارية علي بغل ، فلما قدم يحيي أجازه الرشيد بجوائز سنية. يقال : ان مبلغها مائتا ألف دينار ، وغير ذلك من الخلع والحملان ، فأقام علي ذلك مدة ، وفي نفس الرشيد الحيلة علي يحيي ، والتتبع له ، وطلب العلل عليه وعلي أصحابه.
ثم ان نفرا من أهل الحجاز تحالفوا علي السعاية بيحيي ، وهم : عبدالله بن مصعب الزبيري ، وأبوالبختري وهب بن وهب ، ورجل من بنيزهرة ، ورجل من بنيمخروم ، فوافوا الرشيد لذلك ، واحتالوا الي أن أمكنهم ذكره له ، فأشخصه الرشيد اليه ، وحبسه عند مسرور الكبير في سرداب ، فكان في أكثر الأيام يدعوه ويناظره ، الي أن مات في حبسه ، واختلف في كيفية موته ، وكيف كانت وفاته؟
فقيل : ان الرشيد دعاه يوما ، وجمع بينه وبين ابنمصعب ليناظره ، فيما