كتفيه ثم قال : يا ابنمصعب قطعت والله عمرك ، والله لا تفلح بعدها ، فما برح من موضعه حتي أصابه الجذام ومات في اليوم الثالث.
قال أبوفراس الحمداني يذكر ذلك :
ذاق الزبيري غب الحنث وانكشفت |
|
عن ابنفاطمة الأقوال والتهم |
فكان الرشيد بعد ذلك يقول للفضل بن يحيي : «رأيت يا عباسي؛ ما أسرع ما أديل يحيي من ابنمصعب».
ثم جمع الرشيد الفقهاء ، وفيهم محمد بن الحسن الشيباني صاحب أبييوسف ، والحسن بن زياد اللؤلؤي ، وأبوالبختري : وهب بن وهب القرشي المدني ، فجمعوا في مجلس ، فخرج اليهم مسرور الكبير بالأمان الذي أعطاه الرشيد ليحيي.
فبدأ بمحمد بن الحسن الشيباني ، فنظر فيه ، فقال : هذا أمان مؤكد لا حيلة فيه ، فصاح عليه مسرور : هاته فدفعه الي الحسن بن زياد ، فقال بصوت ضعيف : هو أمان. فاستلبه أبوالبختري وقال : هذا باطل منتقض ، قد شق العصا ، وسفك الدم ، فاقتله ودمه في عنقي.
فدخل مسرور علي الرشيد وأخبره ، فقال : اذهب له وقل له : فرقه ان كان باطلا بيدك!!!
فجاء مسرور ، وقال له ذلك ، فقال : شقه أباهاشم!! قال مسرور : بل شقه أنت ان كان منتقضا ، فأخذ سكينا وجعل يشقه ويده ترتعد ، حتي صيره سيورا ، فأخله مسرور علي الرشيد ، فوثب ، فأخذه من يده وهو فرح ، ووهب لأبيالبختري (ألف ألف وستمائة ألف) وولاه قضاء القضاة ، وصرف الآخرين ، ومنع محمد بن الحسن من الفتيا مدة طويلة.
وأجمع الرشيد علي انفاذ ما أراد بيحيي ، وكان محبوسا في المطبق