ولكنه يسنده الي القرآن العظيم الذي هو عدله.
قال الرشيد للامام موسي بن جعفر : أسألك عن العباس وعلي ، بم صار علي أولي بميراث رسول الله (صلي الله عليه وآله) من العباس ، والعباس عم رسول الله ، وصنو أبيه؟
قال الامام : «ان النبي (صلي الله عليه وآله) لم يورث من قدر علي الهجرة فلم يهاجر ، وان عليا (عليهالسلام) آمن وهاجر ، وقال الله :
(والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتي يهاجروا)» (١) «فالتمع وجه الرشيد وتغير» (٢).
وأضاف في البحار ، فسأله الرشيد : أسألك يا موسي ، هل أفتيت بذلك أحدا من أعدائنا؟ أو أخبرت أحدا من الفقهاء في هذه المسألة بشيء؟
فقال الامام : «اللهم لا ....» (٣).
وتارة أخري يحرج الرشيد الامام بتنطعه في السؤال ، وقد يستعفيه الامام من ذلك ، ولكن الرشيد يصر اصرارا كبيرا ، ويعطي الامام الأمان ، فكان لابد للامام من الجواب.
قال الرشيد : لم ادعيتم أنكم ورثتم النبي (صلي الله عليه وآله) والعم يحجب ابن العم ، وقبض رسول الله (صلي الله عليه وآله) وقد توفي أبوطالب قبله والعباس حي؟ ...
قال الامام : ان في قول علي بن أبيطالب (عليهالسلام) : اذ ليس مع ولد الصلب ـ ذكرا كان أو أنثي ـ لأحد سهم الا للأبوين والزوج والزوجة ، ولم يثبت للعم مع ولد الصلب ميراث ، ولم ينطق به الكتاب (٤).
وبمثل هذا العنت ، وبمثل هذه الأسئلة ، وبمثل هذه الاجابة ، كان قلب
__________________
(١) سورة الأنفال / ٧٢.
(٢) ابن شعبة / تحف العقول / ٣٠٢.
(٣) المجلسي / بحارالأنوار ٤٨ / ١٢٧.
(٤) المصدر نفسه ٤٨ / ١٢٦.