ما أعجب هذا؟ يسألني أن أكلفه حاجة من حوائجي ليرجع ، وهو ميت في هذه الليلة!!
فقاما ، وقال أحدهما للآخر : انا جئنا لنسأله عن الفرض والسنة؛ وهو الآن جاء بشيء آخر كأنه من علم الغيب!!
ثم بعثا برجل مع الرجل ، فقالا : اذهب حتي تلزمه ، وتنظر من أمره في هذه الليلة ... فمضي الرجل فنام في مسجد في باب داره ، فلما أصبح سمع الناعية ورأي الناس يدخلون داره ، فقال : ما هذا؟
قالوا : مات فلان في هذه الليلة ... فانصرف الرجل الي أبييوسف ومحمد وأخبرهما الخبر ، فأتيا أباالحسن (عليهالسلام) ، فقالا : قد علمنا أنك أدركت العلم في الحلال والحرام ، فمن أين أدركت أمر هذا الرجل الموكل بك أنه يموت الليلة؟
قال الامام (عليهالسلام) : من الباب الذي أخبر بعلمه رسول الله (صلي الله عليه وآله) علي بن أبيطالب (عليهالسلام).
فلما رد عليهما هذا ، بقيا لا يحيران جوابا (١).
وهذا باب ملتئب لدي الامام فيه عشرات الأحداث شواهد علي الاخبار بعلم المنايا وآجال الناس ، وكأنها مرهونة بكلامه ، ولا تخطيء ولا مرة واحدة ، ودلائلها منتشرة في أمهات المصادر ، وقد تقدم قسم كبير منها علم الامام الموهبي ، ومنها :
عن اسحاق بن عمار ، قال : سمعت العبد الصالح أباالحسن (عليهالسلام) ينعي الي رجل نفسه ، فقلت في نفسي : وانه ليعلم متي يموت الرجل من شيعته؟
فقال الامام شبه المغضب : يا اسحاق قد كان رشيد الهجري يعلم علم
__________________
(١) ظ : الراوندي / الخرائج والجرائح / ٢٠٢ ، البحار ٤٨ / ٦٤ ـ ٦٥.