حياة الامام في طوامير السجون
أرأيت طهر السماء ، ونقاء الأفق ، وصفاء البحر؟ ذلك هو الامام موسي بن جعفر في ضميره الزكي النابض ، واذا به يمني بعصف الرياح ، وتلبد الأجواء ، ومرارة الارهاب.
أرأيت عزة الخليل ، ومهابة الكليم ، وقداسة المسيح؟ ذلك هو الامام موسي بن جعفر ، وهو يعايش سلاطين الجور ، وجلاوزة الطغيان ، وأجهزة القمع.
أرأيت محمدا في قيادته ، وعليا في شجاعته ، والزهراء في عفتها ، والحسن في صبره ، والحسين بنضاله ، وزينالعابدين في دعائه ، ومحمدا الباقر في أصالته ، وجعفر الصادق في علمه؟ ذلك هو الامام موسي بن جعفر ، وارثهم جميعا؛ مغيبا بين جدران السجون ، ومكبلا بأثقال الحديد ، يتجرع الغصص والاغتراب.
هكذا أراد الرشيد ، وهو القائل عن الامام :
«أما ان هذا من رهبان بنيهاشم».
فقيل له : فما لك قد ضيقت عليه في الحبس؟.