وقطعا عليه ، ثم لقينا الناس أفواجا ، فكل من دخل عليه قطع بالامامة ...» (١).
وكان لا مناص للمسيرة الاسلامية ـ كما ألزم قائدها الرسول الأعظم (صلي الله عليه وآله وسلم) ـ من جواد امام مفترض الطاعة في كل عصر وزمان حتي قيام الساعة ، يكون هو الحجة علي الخلق ، ويقتدي الناس به ويهتدون بهديه ، ويستضيئون بنور علمه ، ويتقربون الي الله بمعرفته المطلقة.
وتلفت المسلمون الملتزمون بأحكام دينهم ـ يمينا ويسارا ـ بحثا عن الامام الجامع الشرائط الشرعية المقررة في مواصفات الامامة وضوابطها العامة والخاصة ، فلم يجدوا من تجتمع فيه تلك الضوابط والمواصفات الا الامام موسي بن جعفر (عليهالسلام) بل لم يكن من هو أهل لها غيره علي وجه الحصر والتعيين ..» (٢).
وهذا الحصر وذلك التعيين قد نبه اليه الامام الصادق (عليهالسلام) كما رأيت ، فهو الحجة علي أهل الأرض ، بما انضمت عليه جوانحه من مآثر ومعارف أشار اليها الامام الصادق بقوله :
«فيه علم الحكم ، والفهم ، والسخاء ، والمعرفة بما يحتاج الناس اليه فيما اختلفوا فيه من أمر دينهم ، وفيه حسن الخلق ، وحسن الجوار ، وهو باب من أبواب الله (عزوجل) ...» (٣).
وهذ جماع ما عليه اشتراط الامام من سمات ومميزات.
وقد أجمع أصحاب السنن والصحاح علي افتراض وجود امام باللازم من هذا الحديث الشريف : «من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية».
وقد قامت الدلائل علي امامة موسي بن جعفر من مصادرها كافة ، ولم تكن مقتصرة علي أولياء أهل البيت ، وانما نص عليه المعتدلون كافة.
__________________
(١) الاربلي / كشف الغمة ٣ / ١٤.
(٢) محمدحسن آل ياسين / الامام موسي بن جعفر / ٢٩ ـ ٣٠ / بتصرف جزئي.
(٣) المجلسي / بحارالأنوار ٤٨ / ١٢ وانظر مصدره.