فقد روي القندوزي ـ علي سبيل المثال ـ أن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) قد نص في تسميته للأئمة ، وفيهم موسي بن جعفر ، وما نص عليه من الأوصياء من بعده ، ومنهم موسي بن جعفر الذي يدعي بالكاظم (١).
هذا بالاضافة الي عشرات الأحاديث المستفيضة في النصوص المتوافرة علي تعيين أئمة أهل البيت حصرا ، وما سارت به الركبان من بشارته بذلك ، ومنها ما أخرجه الحافظ أبونعيم بسنده عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) : «من سره أن يحيا حياتي ، ويموت مماتي ، ويسكن جنة عدن غرسها ربي ، فليوال عليا من بعدي ، وليوال وليه ، وليقتد بالأئمة من بعدي ، فانهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، ورزقوا فهما وعلما ، وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي ، للقاطعين صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي» (٢).
وهذه اللمحات العابرة تكفي للاستدلال علي ما نحن بصدده. أما التوسع في موضوع الامامة كلاميا ، وموقعها من النظام الاسلامي ، فقد تكفلت به بحوث سابقة أوردنا فيها رأي المسلمين (٣).
أما الامام موسي بن جعفر نفسه فقد قال لعلي بن صالح :
«ان الله لا يخلي أرضه من حجة طرفة عين أبدا ، اما باطن واما ظاهر ، أنا حجة الله وحجته الباطنة ... أنا المؤدي الناطق عن الرسول ... أنا موسي بن جعفر» (٤).
ومهما يكن من أمر ، فقد تسلم الامام قيادة الأمة ، وهي قدره الالهي من الله (تعالي) ، في ظروف سياسية غائمة ، وحياة عقلية مضطربة ،
__________________
(١) القندوزي / ينابيع المودة / ٤٤١ ـ ٤٤٣.
(٢) أبونعيم / حلية الأولياء ١ / ٨٦.
(٣) ظ : المؤلف / موسوعة اهل البيت الحضارية / المجلد الخامس ، الفكر الامامي من النص حتي المرجعية.
(٤) ابن شهر آشوب / المناقب ٣ / ٤١٩.