«كان أبوالحسن موسي بن جعفر يتابع رسالة آبائه في نشر العلم والحديث والأخلاق والدفاع عن الاسلام ، وروي عنه أصحابه آلاف الأحاديث في مختلف المواضيع ... وقد روي عنه المحدثون في مختلف أبواب الفقه وغيره من المواضيع الاسلامية أكثر مما رووه عن غيره ممن جاء بعده من أئمة أهل البيت» (١).
وقال الشيخ باقر شريف القرشي :
«الامام موسي بن جعفر (عليهالسلام) ، فذ من أفذاذ العقل الانساني ، ومن كبار أئمة المسلمين ، وأحد شموع ذلك الثقل الأكبر الذي أضاء الحياة الفكرية في الاسلام» (٢).
وقال الشيخ محمدحسن آلياسين :
«نشأ الامام موسي بن جعفر في حجر هذا الأب العظيم (الامام الصادق) متفيئا ظلال شجرة النبوة ودوحة الامامة ، حيث اختار الله موضع الرسالة ومختلف الملائكة ومهبط الوحي ، وحيث استقر ملتقي رافدي السماء والأرض ، واجتمع الثقلان اللذان لن يفترقا حتي يردا الحوض : كتاب الله وعترة الرسول. فكانت نشأة متميزة فذة لا يتسني مثلها الا لنظرائه من ذرية النبيين وسلالة المرسلين ، فاذا هو منذ صباه : بحر مواج بالعلم ، دفاق بالمعرفة ، زخار بفقه الكتاب وحقائق الدين وأسرار الشريعة» (٣).
وبعد هذه الاضمامة من الأقوال العطرة الندية ، أحسبني في غني عن القول : ان الامام موسي بن جعفر ، أحد عمالقة الفكر الانساني ، والنموذج الأرقي لحضارة العقل البشري ، شأنه بذلك شأن الأئمة المعصومين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
__________________
(١) هاشم معروف / سيرة الأئمة الاثني عشر ٢ / ٣٢٣.
(٢) باقر شريف القرشي / حياة الامام موسي بن جعفر ١ / ٢٨.
(٣) محمدحسن آلياسين / الامام موسي بن جعفر / ١٨ ـ ١٩.