أوضار الجهل والضياع والتسيب متفشية في المناخ الاجتماعي ، نجد الامام مشمرا عن ساعديه في نشر العلم ، واذاعة المعارف ، وبث الدعاة والمبلغين للقضاء علي مظاهر الأمية وحياة التخلف.
وهكذا الأمر في بقية الظواهر المتجددة علي الشعوب المغلوبة وهي تساس بالارهاب والتسلط الغاشم ، فنجد الامام ـ أي امام لا علي التعيين ـ ينهد بمسؤوليته القيادية لصد الاعتداء المتلاحق الأثيم علي الحريات والحرمات والذمم؛ ومن هنا تبرز خصائص كل امام قائمة بذاتها ، تعبيرا عن الحالة المضادة التي يعني بمقاومتها ، والا فالأئمة (عليهمالسلام) في ميزان واحد راجح بالعطاء والبر والتقوي والعلم والمجاهدة والنضال ، وينبغي لفت النظر بجدية معمقة الي أن الظرف الاجتماعي في كثير من الأحيان قد يملي التكليف الشرعي علي الامام ، فيؤدي رسالته تبعا لمسؤوليته ، علي الوجه الأتم.
ومن هنا رأينا أميرالمؤمنين عليا (عليهالسلام) : محاربا ومجاهدا ، وزاهدا ومعرضا عن السلطان ، حتي جاءه الأمر يسعي اليه دون العمل من أجله ، فنهض بمسؤوليته الشرعية لا تأخذه في الله لومة لائم ، فكان النموذج الأرقي للخليفة الحاكم بأمر الله (تعالي). بينما نجد الامام الحسن بن علي (عليهالسلام) صابرا محتسبا مترصدا ، لأنه رأي الغدر والخيانة تفتك بجيشه غير المقاتل ، ونظر الي الذمم وهي تشتري ، والي الضمائر وهي تباع ، فأعرض عن الحكم لتفاقم هذه الظواهر المعقدة ، وقد شكلت خطرا متفاقما ، كاد أن يعصف بكيان الاسلام ، فبادر الي الصلح المشروط الذي ما وفي به عدوه علي رؤوس الأشهاد ، وبذلك سجل الامام الحسن نصرا فعليا علي معاوية ، بأنه يغدر ويفجر ، وبأن من كان كذلك ليس أهلا للامامة الشرعية. في حين نلحظ الامام الحسين بن علي سيدالشهداء (عليهالسلام) يتجه الي الكفاح المسلح