صخرة سوداء (١) مقرورة انتهى
واما (العنابة) فهي محلة الآن تشتمل على دور وقصور والسبب فى سميتها ان كاهنا في زمن الروم كان يتعبد في صومعة بتلك الارض فحصل له علة اشرف منها على الهلاك فنزل عنده تاجر من تجار الروم ومن جملة متجره خمسة احمال عناب ، فحلها ونشرها ، وكانت دمشق ممحلة من العناب وليس يوجد بها حبة عناب ، فصار هذا الكاهن يتناول منه وقد طاب له. فلما أصبح جاء اليه الطبيب فوجده قد نصل من تلك العلة ووجد الكاهن في نفسه نشاطا فقال له ما الذى استعملت البارحة قال الشيء الفلانى ونسي ان يذكر له العناب فقال الطبيب ولعلك استعملت عنابا قال نعم ومن اخبرك بذلك قال لعامي ان علتك هذه لا يبرئها سواه وهو معدوم واختشيت ان
__________________
(١) لا تزال هذه الصخرة موجودة فى مسجد دمشق على هذه الصفة الى اليوم ، والناس يذكرون انها صخرة القربان ـ المطبعة السلفية