زبيب الطائف ، فكان ذلك أوّل طعام أكلته بها. قال فغبرت ما غبرت (١) ثم أتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال :
إنّي (٢) قد وجّهت إلى (٣) أرض ذات نخل لا أحسبها (٤) إلا يثرب ، فهل أنت مبلّغ عنّي قومك لعلّ الله أن ينفعهم بك ويأجرك فيهم؟ فانطلقت حتى أتيت أخي أنيسا فقال لي : ما صنعت؟
قلت : صنعت أنّي أسلمت وصدّقت ، ثم أتينا أمّنا فقالت : ما بي رغبة عن دينكما ، فأسلمت ، ثم احتملنا حتى أتينا قومنا غفار ، فأسلّم نصفهم قبل أن يقدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة ، وكان يؤمّهم خفاف بن إيماء بن رحضة (٥) الغفاريّ ، وكان سيّدهم يومئذ ، وقال بقيّتهم : إذا قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم أسلمنا ، فقدم المدينة فأسلّم بقيّتهم. وجاءت أسلّم ، فقالوا : يا رسول الله إخواننا ، نسلّم على الّذي أسلموا عليه ، فأسلموا فقال : «غفار غفر الله لها ، وأسلّم سالمها الله» أخرجه مسلّم عن هدبة (٦) عن سليمان [بن المغيرة] (٧).
وفي الصّحيحين (٨) من حديث المثنّى بن سعيد ، عن أبي جمرة الضّبعيّ ، أنّ ابن عبّاس حدّثهم بإسلام أبي ذرّ قال : أرسلت أخي فرجع وقال : رأيت رجلا يأمر بالخير ، فلم يشفني ، فأتيت مكة ، فجعلت لا
__________________
(١) أي بقيت ما بقيت.
(٢) في صحيح مسلّم «إنه».
(٣) في صحيح مسلّم «لي».
(٤) في صحيح مسلّم «أراها».
(٥) في صحيح مسلّم ، وسير أعلام النبلاء «إيماء بن رحضة» دون ذكر لخفاف ،.
(٦) في صحيح مسلّم «هدّاب».
(٧) الإضافة من مسلّم ، رقم (٢٤٧٣) كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل أبي ذرّ ، رضياللهعنه ، وأخرجه أحمد في مسندة ٥ / ١٧٤ ، وابن سعد في الطبقات الكبرى ٤ / ٢١٩ ـ ٢٢٢ ، وانظر سير أعلام النبلاء ٢ / ٥٠ ـ ٥٣.
(٨) صحيح البخاري ٦ / ٤٠٠ و ٧ / ١٣٢ ـ ١٣٤ في المناقب ، باب إسلام أبي ذر ، ومسلّم (٢٤٧٤) في فضائل الصحابة ، باب من فضائل أبي ذرّ رضياللهعنه ، وابن سعد في الطبقات الكبرى ٤ / ٢٢٤ ، ٢٢٥ والذهبي في سير أعلام النبلاء ٢ / ٥٣ ـ ٥٥ ، دلائل النبوة لأبي نعيم ١ / ٨٤ ـ ٨٦.