العظيم إلى أن قال : فأجاز بهما الدليل أسفل مكة ، ثم مضى بهما حتى جاء بهما الساحل أسفل من عسفان ثمّ سلك في أمج ، ثمّ أجاز بهما حتى عارض الطريق بعد أن أجاز قديدا ، ثمّ سلك في الخرّار ، ثمّ أجاز على ثنيّة المرة (١) ، ثمّ سلك مدلجة لقف (٢) ، ثمّ استبطن مدلجة مجاح (٣) ، ثمّ بطن مرجح ذي العصوين ، ثمّ أجاز القاحة ، ثم هبط العرج ، ثمّ أجاز في ثنيّة الغائر عن يمين ركوبة ، ثمّ هبط بطن ريم (٤) ثمّ قدم قباء من قبل العالية (٥).
وقال مسلّم بن إبراهيم : ثنا عون بن عمرو القيسيّ : سمعت أبا مصعب المكّي قال : أدركت المغيرة بن شعبة ، وأنس بن مالك ، وزيد بن أرقم ، فسمعتهم يتحدّثون أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ليلة الغار أمر الله بشجرة فنبتت في وجه النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فسترته ، وأمر الله العنكبوت فنسجت فسترته ، وأمر الله حمامتين وحشيّتين فوقعتا بفم الغار ، وأقبل فتيان قريش بعصيّهم وسيوفهم ، فجاء رجل ثم رجع إلى الباقين فقال : رأيت حمامتين بفم الغار ، فعلمت أنّه ليس فيه أحد (٦).
وقال إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن البراء قال : اشترى أبو بكر من عازب رحلا بثلاثة عشر درهما ، فقال أبو بكر لعازب : مر البراء فليحمله إلى رحلي ، فقال له عازب : لا حتى تحدّثنا كيف صنعت أنت ورسول الله صلىاللهعليهوسلم حين خرجتما ، والمشركون يطلبونكما.
__________________
(١) قال السهيليّ في الروض الأنف : كذا وجدته مخفّف الراء مقيّدا.
(٢) في الأصل «ثم سلك نقعا مدلجة ثقيف» ، والتصحيح عن نسخة القدسي ٢٢٢ نقلا عن مقالة لحمد الجاسر.
(٣) في الأصل «مدلجة محاج» ، والتصحيح من نسخة القدسي. وفي طبقات ابن سعد «مجاج».
(٤) في طبقات ابن سعد «بطن ريغ».
(٥) انظر : طبقات ابن سعد ١ / ٢٣٢ ـ ٢٣٣ ، والمغازي لعروة ١٣٠ ، ودلائل النبوّة للبيهقي ٢ / ٢١١ ـ ٢١٢.
(٦) دلائل النبوّة لأبي نعيم ٢ / ١١١ ، نهاية الأرب للنويري ١٦ / ٣٣٢ ، سيرة ابن كثير ٢ / ٢٤١.