أخبرنا ابن أبي عمر ، وابن أبي الخير كتابة ، عن محمد بن أحمد وجماعة ، أنّ فاطمة بنت عبد الله أخبرتهم ، أنا ابن ريدة ، أنا الطّبرانّي ، ثنا الوليد بن حمّاد الرّملي ، ثنا عبد الله بن الفضل ، حدّثني أبي ، عن أبيه عاصم بن عمر ، عن أبيه ، عن جدّه قتادة بن النّعمان قال : أهدي إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم قوس ، فدفعها إليّ يوم أحد ، فرميت بها بين يديه حتى اندقّت عن سيتها (١) ، ولم أزل عن مقامي نصب وجه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ألقى السهام بوجهي ، كلّما مال سهم منها إلى وجه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ميّلت رأسي لأقي وجهه (٢) ، فكان آخر سهم ندرت (٣) منه حدقتي على خدّي ، وافترق الجمع ، فأخذت حدقتي بكفّي ، فسعيت بها (٤) إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فلمّا رآها في كفّي دمعت عيناه فقال : «اللهمّ إنّ قتادة فدى (٥) وجه نبيّك بوجهه ، فاجعلها أحسن عينيه وأحدّهما نظرا» ، فكانت أحدّ عينيه نظرا. حديث غريب (٦) ، وروي من وجه آخر ذكرناه.
وقال حمّاد بن زيد : ثنا المهاجر مولى آل أبي بكرة ، عن أبي العالية ، عن أبي هريرة قال : أتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم بتمرات ، فقلت : ادع لي فيهنّ بالبركة ، قال : فقبضهنّ (٧) ثمّ دعا فيهنّ بالبركة ، ثم قال : «خذهنّ
__________________
(١) السّية : ما عطف من طرفي القوس. وفي نسخة دار الكتب ، والمعجم الكبير للطبراني «سنتها» ، وفي (ع) «سنينها» ، وكلاهما تصحيف. انظر : المخصّص لابن سيده.
(٢) في المعجم الكبير «بلا رمي أرميه».
(٣) في المعجم «بدرت».
(٤) في المعجم «فسعيت بها في كفّي».
(٥) في المعجم «قد أوجه».
(٦) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ١٩ / ٨ و ٩ رقم ١٢ و ١٣ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ٢٩٥ ، وابن سعد في الطبقات الكبرى ١ / ١٨٧ ـ ١٨٨ ، و ٣ / ٤٥٣ ، وابن الأثير في أسد الغابة ٤ / ١٩٥ ، وابن عبد البرّ في الاستيعاب ٣ / ٢٤٨ ـ ٢٥٠ ، وابن حجر في الإصابة ٣ / ٢٢٥ رقم ٧٠٧٦ ، وأورده الذهبي في سير أعلام النبلاء ٢ / ٣٣٢ ـ ٣٣٣ ، وأبو نعيم في دلائل النبوّة ٢ / ١٧٤.
(٧) لفظ الترمذي «فضمّهنّ».