تجوب بي الأرض علنداة (١) شزن (٢) |
|
ترفعني وجنا وتهوي بي وجن (٣) |
لا يرهب الرّعد ولا ريب الزّمن |
|
كأنّما أخرج من جوف ثكن (٤) |
حتى أتى عاري الجآجي (٥) والقطن (٦) |
|
تلفّه في الريح بوغاء (٧) الدّمن (٨) |
فقال سطيح : عبد المسيح (٩) ، جاء إلى سطيح ، وقد أوفى على الضّريح ، بعثك ملك بني ساسان ، لارتجاس الإيوان ، وخمود النّيران ، ورؤيا الموبذان ، رأى إلا صعابا ، تقود خيلا عرابا ، قد قطعت دجلة ، وانتشرت في بلادها ، يا عبد المسيح إذا كثرت التّلاوة ، وظهر صاحب الهراوة (١٠) ، وفاض وادي السّماوة ، وخمدت نار فارس ، فليس (١١) الشام لسطيح شاما ، يملك منهم ملوك ومليكات ، على عدد الشّرفات ، وكلّ ما هو آت آت. ثم قضى سطيح مكانه ، (١٢) وسار عبد المسيح إلى رحله ، وهو يقول :
شمّر فإنّك ماضي الهمّ شمّير |
|
لا يفزعنّك تفريق وتغيير |
__________________
(١) علنداة : القويّة من النّوق. (الروض الأنف).
(٢) شزن : تمشي من نشاطها على جانب. (الروض الأنف).
(٣) الوجن : الأرض الصلبة ذات الحجارة. (الروض الأنف).
(٤) ثكن : اسم جبل بالحجاز. (الروض الأنف).
(٥) في طبعة القدسي ٢ / ١٣ «الجآحي» والتصحيح من المصادر الآتية. والجآجي : جمع جؤجؤ وهو الصدر. (الروض الأنف).
(٦) القطن : أصل ذنب الطائر ، وأسفل الظهر من الإنسان.
(٧) البوغاء : التراب الناعم. والدّمن : ما تدمّن منه أي : تجمّع وتلبّد (الروض الأنف).
(٨) راجع الأبيات مع تقديم وتأخير وتغيير في الألفاظ في : تاريخ الطبري ٢ / ١٦٧ ، ١٦٨ العقد الفريد ٢ / ٢٩ ، ٣٠ ، لسان العرب (مادة سطح) ، الروض الأنف ١ / ٢٩ ، ٣٠ سيرة ابن كثير ١ / ٢١٦ ، ٢١٧ ، النهاية في غريب الحديث (مادة سطح) ٢ / ١٣٩.
(٩) أضاف السهيليّ في الروض ١ / ٣٠ «على جمل مشيح».
(١٠) يعني النبي صلىاللهعليهوسلم.
(١١) في تاريخ الطبري والروض «فليست».
(١٢) حتى هنا ينتهي الخبر في الروض الأنف ١ / ٣٠.