قالوا له : كأنّك عنيت أبا طالب. قال : إيها. فقاموا بأجمعهم ، وقمت معهم فدققنا عليه بابه ، فخرج إلينا رجل حسن الوجه مصفّر ، عليه إزار قد اتّشح به ، فثاروا إليه فقالوا :
يا أبا طالب قحط الوادي ، وأجدب العباد فهلمّ فاستسق ، فقال : رويدكم زوال الشمس وهبوب الريح ، فلما زاغت الشمس أو كادت ، خرج أبو طالب معه غلام كأنّه دجنّ تجلّت عنه سحابة قتماء ، وحوله أغيلمة ، فأخذه أبو طالب فألصق ظهره بالكعبة ، ولاذ بأضبعه الغلام ، وبصبصت الأغيلمة حوله وما في السماء قزعة (١) ، فأقبل السّحاب من هاهنا وهاهنا وأغدق (٢) واغدودق وانفجر له الوادي ، وأخصب النّادي والبادي ، وفي ذلك يقول أبو طالب :
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه |
|
ربيع (٣) اليتامى عصمة للأرامل (٤) |
تطيف (٥) به الهلّاك من آل هاشم |
|
فهم عنده في نعمة (٦) وفواضل (٧) |
وميزان عدل (٨) لا يخيس (٩) شعيرة |
|
ووزان صدق وزنه غير عائل (١٠) |
وقال عبد الله بن شبيب ـ وهو ضعيف (١١) ـ ثنا أحمد بن محمد
__________________
(١) قطعة من الغيم.
(٢) أغدق المطر : كثر وكبر قطره.
(٣) هكذا في الأصل ، والعقد الفريد ، وفي سيرة ابن هشام وأنساب الأشراف «ثمال».
(٤) البيت في السيرة ٢ / ١٤ وأنساب الأشراف ١ / ٥٥٣ والعقد الفريد ٣ / ٢٣٢ و ٤ / ٢٦٤.
(٥) في السيرة «يلوز» ١ / ١٤.
(٦) في السيرة ١ / ١٤ «رحمة».
(٧) في الأصل «فضائل» ، وما أثبتناه عن (ع) وعن السيرة.
(٨) في السيرة ١ / ١٥ «بميزان قسط».
(٩) في السيرة «لا يخس» وهي الرواية المشهورة.
(١٠) ورد هذا الشطر في السيرة :
«له شاهد من نفسه غير عائل»
(١١) انظر عنه : المجروحين لابن حبّان ٢ / ٤٧ ، المغني في الضعفاء ١ / ٣٤٢ رقم ٣٢١٢ ، ميزان