ثم يخرّ فيسجد للكعبة. قال : فمرّ زيد بالنّبيّ صلىاللهعليهوسلم ويزيد بن حارثة ، وهم يأكلان من سفرة لهما ، فدعياه فقال : يا بن أخي لا آكل مما ذبح على النّصب ، قال : فما رئي النّبيّ صلىاللهعليهوسلم يأكل مما ذبح على النّصب من يومه ذاك حتى بعث (١).
قال : وجاء سعيد بن زيد إلى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : فقال : «يا رسول الله إنّ زيدا كان كما رأيت ، أو كما بلغك ، فاستغفر له ، قال : نعم فاستغفروا له فإنّه يبعث يوم القيامة أمّة وحده» (٢).
وقال يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق (٣) قال : كانت قريش حين بنوا (٤) الكعبة يتوافدون على كسوتها كلّ عام تعظيما لحقّها ، وكانوا يطوفون بها ، ويستغفرون الله عندها ، ويذكرونه مع تعظيم الأوثان والشّرك في ذبائحهم ودينهم كلّه.
وقد كان نفر من قريش : زيد بن عمرو بن نفيل ، وورقة بن نوفل ، وعثمان بن الحويرث بن أسد ، وهو ابن عمّ ورقة ، وعبيد الله بن جحش بن رئاب ، وأمّه أميمة بنت عبد المطّلب بن هاشم (٥) حضروا قريشا عند وثن لهم كانوا يذبحون عنده لعيد من أعيادهم ، فلما اجتمعوا خلا بعض أولئك النّفر إلى بعض وقالوا : تصادقوا وليكتم بعضكم على بعض ، فقال قائلهم : تعلمنّ (٦) والله ما قومكم على شيء ، لقد أخطأوا دين إبراهيم وخالفوه ، وما
__________________
(١) السير والمغازي لابن إسحاق ١١٨ ، تهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٣٢ ، مجمع الزوائد ٩ / ٤١٧.
(٢) سيرة ابن هشام ١ / ٢٥٦ ، السير والمغازي لابن إسحاق ١١٩ ، نسب قريش ٣٦٥ ، الأغاني ٣ / ١٢٧ ، تهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٣٢ و ٣٤ ، مجمع الزوائد ٩ / ٤١٧ ، الإصابة ١ / ٥٧٠.
(٣) السير والمغازي ١١٥ ، ١١٦ ، سيرة ابن هشام ، ١ / ٢٥٣ ـ ٢٥٥.
(٤) في السير والمغازي ١١٥ «رفعوا بنيان الكعبة».
(٥) في السير «حليف بني أميّة».
(٦) في السير «تعلمون» ، وفي السيرة «تعلموا».