عليّ ، فو الله ما سبقني إلى مشهد! قال : لأنّ زيدا كان أحبّ إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من أبيك ، وكان أسامة أحبّ إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم منك ، فآثرت حبّ رسول الله أسامة (١).
فطعنوا في إمارته فقال : إن يطعنوا في إمارته فقد طعنوا في إمارة أبيه ، وأيم الله إن كان لمن أحبّ الناس إليّ بعده (٢).
وفي المغازي : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أمّر أسامة على جيش ، فيهم أبو بكر ، وله ثمان عشرة سنة (٣).
وفي : «صحيح» مسلم ، من حديث عائشة قالت : أراد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يمسح مخاط أسامة فقلت : دعني حتى أكون أنا التي أفعله ، فقال : «يا عائشة أحبّيه فإنّي أحبّه» (٤).
وقال مجالد ، عن الشعبي ، عن عائشة قالت : أمرني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوما أن أغسل وجه أسامة بن زيد وهو صبيّ ، قالت : وما ولدت ، ولا أعرف كيف يغسل وجه الصبيان ، فآخذ فأغسله غسلا ليس بذاك ، قالت : فأخذه وجعل يغسل وجهه ويقول : «لقد أحسن بنا أسامة إذ لم يكن جارية ، ولو كنت جارية لحلّيتك وأعطيتك» (٥).
وفي «مسند» أحمد ، من حديث البهيّ ، عن عائشة قالت : يقول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ولو كان أسامة جارية لكسوته وحلّيته حتى أنفقه» (٦).
__________________
(١) أخرجه الترمذي وحسّنه (٣٨١٣) ، وابن سعد ٤ / ٧٠.
(٢) أخرجه البخاري في المناقب ٧ / ٦٩ باب مناقب زيد ، و ٣٨٢ في المغازي ، باب غزوة زيد بن حارثة ، وفي المغازي ٨ / ١١٥ وفي الأيمان والنذور ١١ / ٤٥٥ ، ومسلم (٢٤٢٦) ٦٣ و ٦٤ ، والترمذي (٣٨١٦) وأحمد ٢ / ٢٠ ، وابن سعد ٤ / ٦٥ ، وابن عساكر ٢ / ٣٩٤ ، والمزّي ٢ / ٣٤٣.
(٣) سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) ٤ / ٢٥٣ و ٢٨٨ ، تاريخ الطبري ٣ / ١٨٤.
(٤) أخرجه الترمذي في المناقب (٣٨١٨) من طريق : الفضل بن موسى ، عن طلحة بن يحيى ، عن عائشة بنت طلحة ، عن عائشة وسنده حسن.
(٥) تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٣١٨.
(٦) أخرجه أحمد ٦ / ١٣٩ و ٢٢٢ ، وابن ماجة (١٩٧٦) ، وابن سعد ٤ / ٦١ ، ٦٢ ، وكلهم من =