وقال قيس بن أبي حازم : قال سعيد : ما جمع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أبويه لأحد قبلي ، قال لي : «يا سعد فداك أبي وأمّي» (١). وإني لأول من رمى المشركين بسهم ، ولقد رأيتني مع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم سابع سبعة ، ما لنا طعام إلا ورق السمر (٢) ، حتى إنّ أحدنا ليضع مثل ما تضع الشاة ، ثم أصبحت بنو أسد تعزّرني على الإسلام ، لقد خبت إذن وضلّ سعيي (٣).
وقال بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم جمع له أبويه قال : كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إرم فداك أبي وأمي» ، قال : فنزعت بسهم ليس فيه نصل ، فأصبت جبهته ، فوقع ، فانكشفت عورته ، فضحك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حتى بدت نواجذه (٤).
وعن الزّهري قال : قتل سعد يوم أحد بسهم رمي به ثلاثة : رموا به ، فأخذه سعد ، فرمى به فقتل ، فرموا به ، فأخذه سعد الثانية ، فقتل ، فرموا به فرمى به ، سعد ثالثا ، فقتل ثالثا ، فعجب الناس من فعله (٥).
__________________
= الحاكم في المستدرك ٣ / ٤٩٨ ، وأبو نعيم في حلية الأولياء ١ / ٩٢ ، وابن سعد في الطبقات ٣ / ١٣٨ ، والطبراني في المعجم الكبير ١ / ١٣٨ رقم (٢٩٨) و ١٤٢ رقم (٣١٣) ، والخطيب في تاريخ بغداد ١ / ١٤٥.
(١) أخرجه البخاري في المغازي (٥ / ١٢٤) باب : إذ همّت طائفتان منكم ، وابن إسحاق في السير والمغازي ٣٢٨ ، وابن هشام في السيرة النبويّة (بتحقيقنا) ٣ / ٤٥ والمقدسي في البدء والتاريخ ٤ / ٢٠٢ ، ٣٠٣.
(٢) بضم الميم : ضرب من شجر الموز.
(٣) أخرجه أحمد في المسند ١ / ١٧٤ و ١٨١ و ١٨٦ ، والبخاري في الفضائل (٣٧٢٨) باب مناقب سعد ، وفي الأطعمة (٥٤١٢) باب ما كان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وأصحابه يأكلون ، وفي الرقاق (٦٤٥٣) باب : كيف كان عيش النبي وأصحابه. ومسلم في الزهد (٢٩٦٦) في صدره ، والترمذي في الزهد (٢٣٦٧) باب ما جاء في معيشة النبي ، و (٢٣٦٦) من طريق آخر ، وابن سعد في الطبقات ٣ / ١٣٨ ، وأبو نعيم في الحلية ١ / ٩٢.
(٤) أخرجه مسلم في الفضائل (١٤١٢) باب مناقب سعد ، والطبراني رقم ٣١٥.
(٥) ذكره المؤلّف ـ رحمهالله ـ في سير أعلام النبلاء ١ / ٩٩ من طريق عبد الله بن مصعب ، حدّثنا موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب. وقال : إسناده منقطع.