ساعة ، ثم قال : والله لا أجمع عليكم عيّا ولؤما ، من أخذ شاة من السوق ، فثمنها عليّ (١).
وقد فتح الله على يدي عبد الله فتوحا عظيمة ، كما ذكرنا في حدود سنة ثلاثين (٢).
وكان سخيا ، شجاعا ، وصولا لرحمه ، فيه رفق بالرعيّة ، ربما غزا ، فيقع الحمل في العسكر ، فينزل بنفسه ، فيصلحه (٣).
قال ابن سعد (٤) : لما قتل عثمان حمل ابن عامر ما في بيت مال البصرة من الأموال ، ثم سار إلى مكة ، فوافى بها عائشة ، وطلحة ، والزبير ، وهم يريدون الشام فقال : لا ، بل ائتوا البصرة ، فإنّ لي بها صنائع ، وهي أرض الأموال ، وفيها عدد الرجال ، فلما كان من أمر وقعة الجمل ما كان ، لحق بالشام ، فنزل بدمشق ، وقد قتل ولده عبد الرحمن يوم الجمل ، ولم نسمع لعبد الله بذكر في يوم صفّين ، ثم لما بايع الناس معاوية ولّى على البصرة بسر بن أرطاة ، ثم عزله ، فقال له ابن عامر : إن لي بها ودائع ، فإن لم تولّينّها ذهبت ، فولّاه البصرة ثلاث سنين.
ومات قبل معاوية بعام ، فقال : يرحم الله أبا عبد الرحمن ، بمن نفاخر بعده ، وبمن نباهي (٥)!.
وقال أبو بكر الهذلي : قال عليّ رضياللهعنه يوم الجمل : أتدرون من حاربت ، حاربت أمجد الناس ، وأنجد الناس ـ يعني عبد الله بن عامر ـ ، وأشجع الناس ـ يعني الزبير ـ ، وأدهى الناس ، يعني طلحة.
__________________
(١) انظر : الأخبار الموفقيات ـ ص ٢٠٥ ، وجمهرة خطب العرب ٣ / ٣٥٣ لأحمد زكي صفوت طبعة مصر الثانية ، ومحاضرات الأدباء ١ / ١٣٨ ، وشرح نهج البلاغة ١٣ / ١٦ ، وبهجة المجالس ١ / ٧٥ ، والبصائر ٣ / ١ ـ ٥٨ ، والتذكرة الحمدونية ٢ / ٢٦٨.
(٢) انظر : عهد الخلفاء الراشدين من هذا الكتاب ـ ص ٣٢٩ ، وتاريخ خليفة ١٦٤ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ١٦٧ ، وتاريخ الطبري ٤ / ٣٠١ ـ ٣٠٣.
(٣) طبقات ابن سعد ٥ / ٤٥.
(٤) الطبقات ٥ / ٤٨.
(٥) طبقات ابن سعد ٥ / ٤٩.