وذكر المفضّل الغلابي : أنّ زيد بن ثابت كان كاتب وحي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكان معاوية كاتبه فيما بينه وبين العرب. كذا قال.
وقد صحّ عن ابن عباس قال : كنت ألعب ، فدعاني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال : «ادع لي معاوية» وكان يكتب الوحي (١).
وقال معاوية بن صالح ، عن يونس بن سيف ، عن الحارث بن زياد ، عن أبي رهم (٢) السّماعي ، عن العرباض بن سارية : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو يدعونا إلى السحور : «هلمّ إلى الغداء المبارك». ثم سمعته يقول : «اللهمّ علّم معاوية الكتاب والحساب ، وقه العذاب».
رواه أحمد في «مسندة» (٣) ، وقد وهم فيه قتيبة ، وأسقط منه أبا رهم والعرباض.
وقيل أبو مسهر : ثنا سعيد بن عبد العزيز ، عن ربيعة بن يزيد ، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني ـ وكان من أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ، أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لمعاوية : «اللهمّ علّمه الكتاب والحساب ، وقه العذاب» (٤). هذا الحديث رواته ثقات ، لكن اختلفوا في صحبة عبد الرحمن ، والأظهر أنه صحابي ، روي نحوه من وجوه أخر.
وقال مروان الطاطريّ : ثنا سعيد بن عبد العزيز ، حدّثني ربيعة بن يزيد ، سمعت عبد الرحمن بن أبي عميرة يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول
__________________
= قد أحدثتم زيّ سوء ، وإنّ نبيّ الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نهى عن الزور. وأخرجه البخاري في اللباس (١٠ / ٣١٤ ، ٣١٥) باب وصل الشعر ، وأبو داود (٤١٦٧) ، والترمذي (٢٧٨١) ، والنسائي (٨ / ١٤٤) من طريق ابن وهب ، عن مخرمة بن بكير ، عن أبيه ، عن سعيد المقبري ، ومالك في الموطّأ ٣ / ٣٢٣ ، ١٢٤ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ١٦ / ٣٣٨ ب ، ٣٣٩ أ ، والطبراني في المعجم الكبير ١٩ / ٣٢٠ رقم ٧٢٥ و ٧٤٠ ـ ٧٤٧.
(١) مسند أحمد ١ / ٢٣٥ و ٢٤٠ و ٣٣٨.
(٢) في الأصل «أبو وهم» ، والتصحيح من (تهذيب التهذيب ١ / ١٩٠) واسمه : «أحزاب بن أسيد».
(٣) ج ٤ / ١٢٧ ، وانظر : البداية والنهاية ٨ / ١٢١.
(٤) حسّنه الترمذي في المناقب (٣٨٤) ، وأخرجه أحمد في المسند ٤ / ٢١٦ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ١٦ / ٣٤٣ ب.