عقيدة المشركين في آلهتهم
إنّ الذي يسبر حياةَ المشركين يقف بوضوح على انّهم معتقدين بأُلوهية معبوداتهم وربوبيتها بشكل واضح وعلى القارئ الكريم أن يستشفه عن كثب وما هو إلّا حكم التاريخ أوّلاً ، وحكم القرآن ثانياً ، ونحن نذكر شيئاً يسيراً منهما :
حكم التاريخ في عقيدة المشركين
إنّ المشركين العرب وإن كانوا لا يعاونون من أيّ انحراف وإشكال في مسألة التوحيد في الخالقية وكانوا يعتقدون أنّه سبحانه هو الخالق وحده وأنّه لا خالق سواه وقد نقله سبحانه عنهم في غير واحد من الآيات :
قال تعالى : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ) (الزخرف / ٩) إلّا أنّهم كانوا في مسألة التدبير الّتي نعبر عنها بالربوبيّة على طرف النقيض من الحق وعلى خلاف الصواب ، فكانوا يعتقدون بأرباب مكان الربّ الواحد ، ولكلّ ربٍّ شأن في عالم الكون. وما اشتهر بين الناس من أنّ المشركين يعتبرون الأصنام مجرّد شفعاء عند الله لا أكثر تصوّر خاطئ ، بل كانوا يعتقدون أنّ لها وراء هذا ، شأناً أو شئونا. ولأجل هذه المكانة لها كانوا يعبدونها ويستشفعون بها ، وإليك شواهد على ذلك :
لقد دخلت الوثنية في مكة وضواحيها أوّل ما دخلت في صورة «الشرك في الربوبية» فقصة «عمرو بن لُحيّ» الخُزاعي دليل على أنّ أهل الشام كانوا يعتبرون الأوثان والأصنام مدبرة لجوانب من الكون.
يكتب ابن هشام في هذا الصدد فيقول :
كان «عمرو بن لُحيّ» أوّل من أدخل الوثنية إلى مكة وضواحيها فقد رأى في