يسمعها الفتاة في خدرها للاعلام بخروج القائم (ع) أو ركود الشّمس وخروج صدر ووجه في عين الشّمس آية لخروج القائم (ع) وفي بعض الاخبار انّ هذه الآية نزلت في القائم (ع) (أَوَلَمْ يَرَوْا) اى هؤلاء المنكرون للرّسالة أو الولاية (إِلَى الْأَرْضِ) ارض العالم الكبير أو العالم الصّغير (كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ) من المعدن والنّبات والحيوان والإنسان (كَرِيمٍ) صفة بيانيّة فانّ كلّا منها من جهة يكون كريما على من احتاج اليه ، أو تقييد للزّوج وكون الإنسان والحيوان وبعض النّبات زوجا واضح ، أو المراد بالزّوج ما اقترن بغيره (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً) دالّة على عدم إهمالنا الإنسان الّذى هو ارض وسماء بدون إخراج الفعليّات الّتى تكون فيه بالقوّة لانّا هيّأنا الأسباب الطّبيعيّة لإخراج المواليد الّتى تكون في الأرض بالقوّة وتلك الأسباب كالكواكب العلويّة والأفلاك المتحرّكة وحركاتها الدّوريّة وانضباط حركاتها الّتى بها ينوط توليد كلّ ما بالقوّة في الأرض وتسهيل الأرض لذلك وحرّ الصّيف وبرد الشّتاء واختلاف اللّيالى والايّام وتهييج السّحاب وامطار المطر في وقت وبقدر ينتفع به فلا نهمل الإنسان بدون تهيّة أسباب إنبات ما فيه بالقوّة ، ومن جملة أسبابه إرسال الرّسل وإنزال الكتب ونصب الأوصياء والخلفاء لهم (وَ) لكن (ما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) اى مذعنين بانّ الإنبات منّا أو ما كان أكثرهم يؤمنون بالله أو برسالتك أو بولاية علىّ (ع) أو ما كانوا مؤمنين في علم الله في الذّرّ (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ) الغالب فلا تكثرت بايمانهم وعدمه (الرَّحِيمُ) برحمته يمهلهم لعلّهم يتوبون (وَإِذْ نادى) معطوف على محذوف متعلّق بالعزيز أو الرّحيم اى هو العزيز الرّحيم اليوم وإذ نادى (رَبُّكَ مُوسى) أو متعلّق يقال ربّ انّى أخاف أو متعلّق بمحذوف معطوف على محذوف أو معطوف على سابقه باعتبار المعنى فانّ السّابق في معنى اذكر ذلك فكأنّه قال فاذكر ذلك ذكر نبأ إذ نادى ربّك موسى (ع) (أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) وصفهم بالظّلم ليكون كالعلّة للأمر (قَوْمَ فِرْعَوْنَ) بدل منه لتعيينهم (أَلا يَتَّقُونَ) جملة حاليّة بتقدير القول يعنى حالكونهم يقال لهم الا يتّقون أو مستأنفة من الله لانشاء ذمّهم ، وقرئ بالخطاب فيكون بتقدير القول والمعنى ائت القوم الظّالمين حالكونك قائلا لهم الا تتّقون (قالَ) موسى (ع) (رَبِّ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ وَيَضِيقُ صَدْرِي) عن معاشرتهم وتحمّل متاعب المعاشرة مع من لا يكون سنخا لي (وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ) للرّسالة ، ظاهر هذا الكلام ان يكون هذا منه استعفاء من الرّسالة كأنّه قال : الرّسالة منك تستلزم سعة الصّدر لانّ الرّسول منك لا بدّ له من المعاشرة مع الأداني والأعالي ومشاهدة ما لا يرضاه العقل منهم ولا بدّ له من التّكلّم والمجادلة مع فصحائهم ومناطيقهم ولو كان بلسانه لكنة لا يغلب بل يغلب وهو مناف لرسالتك ، ولا بدّ ان يكون الرّسول منك رغب فيه وفي معاشرته كلّ أحد وانا قتلت منهم رجلا فيطالبوني بدمه ولا يرغبون فيّ ، وهارون سالم من ذلك كلّه فانّ له سعة صدر ولسانا طليقا وليس بينه وبينهم دم فأرسل اليه لرسالتك ، أو المعنى أرسل الى هارون ليكون معاونا لي حتّى يكون موافقا لسائر الآيات وعلى المعنى الاوّل كان موسى (ع) استعفى اوّلا من الرّسالة وابى الله الّا رسالته وبعد ما ابى الله الّا رسالته استدعى معاونة هارون (وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ) بعد ما استعفى وعيّن هارون للرّسالة ذكر وجها آخر لاستعفائه (قالَ كَلَّا) ردع له عن استعفائه وكأنّه كان بعد قوله كلّا سؤال موسى (ع) معاونة هارون واجابته تعالى لسؤاله كأنّه قال فاجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزرى وأشركه في أمري كى نسبّحك كثيرا ونذكرك كثيرا فقال تعالى : أجبت مسئولك (فَاذْهَبا بِآياتِنا) التّسع أو بأحكامنا وشرائعنا ولا تخافا (إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ فَأْتِيا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ) لم يثنّ الرّسول لاستواء