(وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) تهديد لهم واضافة الرّبّ الى محمّد (ص) بالخطاب ، وجمع تعملون اشارة الى لطيفة هي عدم لياقتهم لاضافة الرّبّ إليهم.
سورة القصص
مكّيّة وثمان وثمانون آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(طسم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ) اى الظّاهر أو المظهر الّذى هو عبارة عن القلم الأعلى أو عن اللّوح المحفوظ أو القرآن التّدوينىّ (نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) اى لانتفاعهم فانّ غيرهم لا ينتفعون به (إِنَّ فِرْعَوْنَ) جواب سؤال مقدّر كأنّه قيل : ما ذلك النّبأ (عَلا فِي الْأَرْضِ) اى ارض مصر (وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً) بان جعل القبطىّ مكرما بأنواع الكرامة والسّبطىّ مهانا بأنواع الاهانة أو جعل السّبطىّ فرقا متفرّقة في الاستعباد والأعمال الشّاقّة فانّهم كانوا أهل مصر واحقّ بها لكن قوله تعالى (يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ) يدلّ على المعنى الاوّل (يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ) بدل من يستضعف (وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ) يعنى يستبقي البنات أو يتجسّس حياء النّساء لطلب الحمل أو لطلب العيب (إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) في الأرض بمنع أهلها من طلب كما لهم والوصول الى رسول أو امام ، أو بالقتل والاستعباد من غير استحقاق (وَنُرِيدُ) كان المناسب ان يقول وأردنا لكنّه عدل الى المضارع للاشارة الى استمرار هذه الارادة ماضيا ومستقبلا ، والى جهة التّأويل فانّ فرعون عالم الصّغير عال في أرضه ويريد الله ان يمنّ على موسى هذا العالم وقومه ، والى تسلية الرّسول (ص) فانّه بعد ما اطّلع على ما سيقع باهل بيته حزن عليه فقال تعالى نريد على سبيل الاستمرار (أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ) فلا تحزن فانّ استضعاف أهل بيتك سبب لمنّتنا عليهم (وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً) يقتدى بهم (وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) للأرض بظهور القائم عجّل الله فرجه ولارض عالمهم الصّغير بخلاصها من يد فرعون وقومه (وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ) في العالم الكبير في جملة الأرض أو في ارض مصر أو في ارض وجودهم (وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما) اى فرعون موسى (ع) أو فرعون أهل البيت أو فرعون العالم الصّغير (مِنْهُمْ) من المستضعفين (ما كانُوا يَحْذَرُونَ) منهم من ذهاب ملكهم على يد رجل من بنى ـ إسرائيل ، قيل : عاش فرعون اربعمائة سنة وكان قصيرا دميما وهو اوّل من خضب بالسّواد ، وعاش موسى (ع) مائة وعشرين سنة (وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى) بعد ما ولدت موسى (ع) (أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ) من القتل واطّلاع الحرّس (فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي) عليه من الغرق والضّياع والقتل (وَلا تَحْزَنِي) على فراقه (إِنَّا رَادُّوهُ