قلت : يا رسول الله ، أي ما أنزل عليك أعظم؟ قال : «آية الكرسي (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) ورواه النسائي.
حديث آخر عن أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري رضي الله عنه وأرضاه. قال الإمام أحمد(١) : حدثنا سفيان عن ابن أبي ليلى ، عن أخيه عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبي أيوب ، أنه كان في سهوة (٢) له ، وكانت الغول تجيء فتأخذ ، فشكاها إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال «فإذا رأيتها فقل باسم الله ، أجيبي رسول الله». قال : فجاءت ، فقال لها ، فأخذها ، فقالت : إني لا أعود ، فأرسلها ؛ فجاء فقال له النبي صلىاللهعليهوسلم «ما فعل أسيرك»؟ قال : أخذتها ، فقالت : إني لا أعود ، فأرسلتها ، فقال : إنها عائدة ، فأخذتها مرتين أو ثلاثا كل ذلك تقول : لا أعود ، فيقول «إنها عائدة» ، فأخذتها ، فقالت : أرسلني ، وأعلمك شيئا تقوله فلا يقربك شيء ، آية الكرسي ، فأتى النبي صلىاللهعليهوسلم. فأخبره ، فقال «صدقت وهي كذوب». ورواه الترمذي في فضائل القرآن عن بندار عن أبي أحمد الزبيري به ، وقال حسن غريب. والغول في لغة العرب : الجان إذا تبدى في الليل.
وقد ذكر البخاري هذه القصة عن أبي هريرة ، فقال في كتاب فضائل القرآن ، وفي كتاب الوكالة ، وفي صفة إبليس من صحيحه (٣) : قال عثمان بن الهيثم أبو عمرو : حدثنا عوف عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، قال : وكلني رسول الله صلىاللهعليهوسلم بحفظ زكاة رمضان ، فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام ، فأخذته وقلت : لأرفعنك إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : دعني فإني محتاج وعليّ عيال ولي حاجة شديدة ، قال : فخليت عنه فأصبحت ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم «يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟» قال : قلت يا رسول الله ، شكا حاجة شديدة وعيالا ، فرحمته وخليت سبيله ، قال «أما إنه قد كذبك وسيعود» فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلىاللهعليهوسلم «إنه سيعود» فرصدته ، فجاء يحثوا الطعام ، فأخذته فقلت : لأرفعنك إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : دعني فأنا محتاج وعليّ عيال ، لا أعود. فرحمته وخليت سبيله ، فأصبحت فقال لي رسول اللهصلىاللهعليهوسلم ، «يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟» قلت : يا رسول الله ، شكا حاجة وعيالا ، فرحمته وخليت سبيله. قال «أما أنه قد كذبك وسيعود» ، فرصدته الثالثة ، فجاء يحثو من الطعام ، فأخذته فقلت : لأرفعنك إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم أنك لا تعود ثم تعود ، فقال : دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها ، قلت : وما هي؟ قال : إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) حتى تختم الآية ، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح. فخليت سبيله ، فأصبحت فقال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم «ما فعل أسيرك البارحة؟» قلت : يا رسول الله ، زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها ، فخليت سبيله. قال «وما هي؟» قال
__________________
(١) المسند (ج ٥ ص ٤٢٣)
(٢) السهوة : شيء كالصّفة يكون بين البيوت. وبيت على الماء يستظلون به.
(٣) ما يأتي ورد كاملا في صحيح البخاري (وكالة باب ١٠)