أَدْنى). قال وقول عائشة وابن مسعود وأبي هريرة في حملهم هذه الآيات على رؤيته جبريل أصح ، وهذا الذي قاله البيهقي رحمهالله في هذه المسألة هو الحق ، فإن أبا ذر قال : يا رسول الله هل رأيت ربك؟ قال : «نور أنى أراه» وفي رواية : «رأيت نورا» أخرجه مسلم (١).
وقوله : (ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى) إنما هو جبريل عليهالسلام ، كما ثبت ذلك في الصحيحين عن عائشة أم المؤمنين ، وعن ابن مسعود ، وكذلك هو في صحيح مسلم عن أبي هريرة ، ولا يعرف لهم مخالف من الصحابة في تفسير هذه الآية بهذا.
وقال الإمام أحمد (٢) : حدثنا حسن بن موسى حدثنا حماد بن سلمة ، أخبرنا ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «أتيت بالبراق وهو دابة أبيض فوق الحمار ودون البغل ، يضع حافره عند منتهى طرفه ، فركبت فسار بي حتى أتيت بيت المقدس ، فربطت الدابة بالحلقة التي يربط فيها الأنبياء ، ثم دخلت فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فأتاني جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن ، فاخترت اللبن فقال جبريل : أصبت الفطرة. قال : ثم عرج بي إلى السماء الدنيا فاستفتح جبريل فقيل له من أنت؟ قال : جبريل. قيل : ومن معك؟ قال : محمد. قيل : وقد أرسل إليه؟ قال : قد أرسل إليه. ففتح لنا فإذا أنا بآدم فرحب بي ودعا لي بخير.
ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل له : من أنت. قال : جبريل. قيل : ومن معك؟ قال : محمد. قيل : وقد أرسل إليه؟ قال : قد أرسل إليه ، ففتح لنا فإذا أنا بابني الخالة يحيى وعيسى فرحبا بي ودعوا لي بخير ثم عرج بي إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقيل : من أنت قال : جبريل فقيل ومن معك فقال محمد فقيل وقد أرسل له قال قد أرسل له ففتح لنا فإذا أنا بيوسف عليهالسلام ، وإذا هو قد أعطي شطر الحسن فرحب بي ودعا لي بخير. ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل ، فقيل : من أنت؟ قال : جبريل. فقيل : ومن معك؟ قال : محمد ، فقيل : وقد أرسل إليه؟ قال : قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإدريس فرحب بي ودعا لي بخير ثم يقول الله تعالى : (وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا).
ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل فقيل من أنت؟ قال جبريل ، فقيل : ومن معك؟ قال : محمد. فقيل : قد أرسل إليه؟ قال : قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بهارون ، فرحب بي ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل فقيل من أنت؟ قال جبريل قيل ومن معك؟ قال : محمد. فقيل : وقد بعث إليه؟ قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بموسى عليهالسلام ، فرحب بي ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل
__________________
(١) كتاب الإيمان حديث ٢٩١.
(٢) المسند ٣ / ١٤٨ ، ١٤٩.