عليّ عليهالسلام (١) ، لاتّفاق الأمّة أنّ الإمامة لا يخلو من ثلاثة ؛ عليّ وعبّاس وأبي بكر ، فإذا بطل إمامة عبّاس بعدم كونه مهاجرا ؛ بل طليقا ، وبطل إمامة أبي بكر بعدم كونه من أولي أرحام النبيّ صلىاللهعليهوآله وذوي قرابته عرفا ، لأنّ بعد الطبقة يوجب سلب اسم القرابة والرحم ، كما ذكره الفقهاء في بحث صلة الرّحم اتّفاقا ، وإلّا لصدق [على] ابن آدم كلّهم [أنّهم] قرابة ، والتالي ضرورة واتّفاقا ، فالمقدّم مثله ، ولأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله سلب القرابة عنه يوم البراءة بوحي جبرئيل عليهالسلام ، بقوله صلىاللهعليهوآله : لا يبلّغ عنّي إلّا أنا أو رجل منّي (٢). ثمّ أرسل عليّا عليهالسلام ليبلّغ عنه واسترجع أبا بكر ـ باتّفاق الفريقين ـ بعد ارساله لقراءة آيات البراءة على أهل الموسم ، وهذا في سلب نسبه وقرابته عن النبيّ صلىاللهعليهوآله. ولو سلّم الإطلاق ، فهو من الأفراد النّادرة ولا ينصرف إليه ، فيتبادر مثل عليّ عليهالسلام ، ويخرج غيره من آية أولي القربى وآية وجوب المودّة في قوله تعالى (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) (٣).
أو نقول : عدم اجتماع الوصفين في غير عليّ عليهالسلام بالاجماع يخرج غيره ، فهو أولى بالنبيّ صلىاللهعليهوآله. والأولوية بأفراد الإنسان باختلاف الأفراد تختلف ، ويجمعها ما هو أهمّ عنده. والأهمّ عند النبيّ صلىاللهعليهوآله هو شرعه وكتابه وتبليغ الأحكام ، فيكون عليّا عليهالسلام أولى بالنبيّ صلىاللهعليهوآله من الثلاثة ، وهذا منصب الإمام ليس إلّا. أو نقول : اطلاق الأولوية بالنبيّ صلىاللهعليهوآله يقتضي العموم من جهة حذف المتعلّق وعدم التعيّن ومنافاة
__________________
(١) ـ كان عليّ بن أبي طالب عليهالسلام مهاجرا ذا رحم ، وقد أثبت الله تعالى بهذه الآية ولايته عليهالسلام ، لأنّه كان أولى برسول الله صلىاللهعليهوآله من غيره.
(٢) ـ مسند أحمد ١ : ٣٣١ ؛ سنن الترمذيّ ٥ : ٣٠٠ ؛ خصائص النسائي ٢٠ ؛ مصابيح السنّة ٢ : ٣٥٠ ؛ تفسير الطبريّ ١٠ : ٤٦ ، ٤٧ ؛ الفصول المهمّة ٤٠ ؛ التفسير الكبير ١٤ : ٢١٨ ؛ غرائب القرآن ١٠ : ٣٩ ؛ زاد المسير في علم التفسير ٣ : ٣٩١ ؛ المناقب للخوارزميّ ١٦٤ ، ١٦٥ ؛ الصواعق المحرقة ١٢٢.
(٣) ـ الشورى : ٢٣ ؛ منهج الشيعة لابن شرفشاه ١١٤.