الآية الثامنة عشر
من طه ؛ قوله تعالى حكاية عن موسى عليهالسلام (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي) أي قوّني (وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) الآية : ٢٩ ـ ٣٢.
روى من علماء الجمهور أبو نعيم الحافظ في الحلية (١) عن ابن عبّاس ، قال : أخذ النبيّ صلىاللهعليهوآله بيد عليّ عليهالسلام ـ ونحن بمكّة ـ وصلّى أربع ركعات ، ثمّ رفع بيديه إلى السّماء ، فقال : اللهمّ إنّ موسى بن عمران سألك ، وأنا محمّد نبيّك أسألك أن تشرح صدري وتحلّل عقدة من لساني يفقهوا قولي ، واجعل لي وزيرا من أهلي عليّ بن أبي طالب أخي ، أشدد به أزري وأشركه في أمري ـ إلى هنا رواه أحمد بن حنبل (٢) أيضا ـ وزاد في «الحلية» قال ابن عبّاس : فسمعت مناديا ينادي : يا أحمد قد أوتيت ما سألته.
أقول : وهذا نصّ في الإمامة ، والخلافة ، لقوله (وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي). وبالجملة فيه فوائد : أنّ عليّا عليهالسلام ينوب عنه في البيان ، كما كان لهارون من موسى.
وأنّه صلىاللهعليهوآله فوّض الأمر إلى الله سبحانه وتعالى وسأله أن يجعله وزيرا ونائبا
__________________
(١) ـ حلية الأولياء ٧ : ١٩٠ ، ١٩٦ ؛ النور المشتعل من كتاب ما نزل ١٣٨ ـ ١٤١.
(٢) ـ مسند أحمد بن حنبل ١ : ١٧٧ و ١٨٥ ؛ و ٦ : ٤٣٨.