الآية السّادسة
من المائدة أيضا ؛ قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) ٦٧.
فاعلم أنّ هذه الآية الشريفة إنّما نزلت في عليّ عليهالسلام يوم غدير خمّ (بضمّ الخاء المعجمة وتشديد الميم : موضع بين مكّة والمدينة على ثلاثة أميال من الجحفة عنده غدير مشهور يضاف إليه).
والقصّة مشهورة عند المسلمين ، وهي أنّه لمّا أمر الله عزوجل رسوله بولاية عليّ عليهالسلام ، وأنزل عليه (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) الآية ، وفرض ولاية أولي الأمر ، فلم يدروا ما هي ؛ فأمر الله رسوله أن يفسّر لهم الولاية المذكورة في قوله تعالى (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) الآية ، إثباتا للحجّة وإيضاحا للمحجّة ، كما فسّر لهم الصّلاة والزّكاة والصوم والحجّ ، فلمّا أتاه ذلك من الله ضاق بذلك صدر رسول الله ، وتخوّف أن يرتدّوا عن دينهم وأن يكذّبوه ؛ فضاق صدره وراجع ربّه ، عزوجل ؛ فأوحى الله إليه (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) الآية ، فصدع بأمر الله تعالى ذكره ، فقام بولاية عليّ عليهالسلام يوم غدير (١) خمّ ، فنادى الصّلاة جامعة وأمر أن يبلّغ
__________________
(١) غدير خمّ : مجمع مياه أو بئر ، سمّي باسم رجل صبّاغ أضيف إليه الغدير الذي هو بين مكّة والمدينة ـ