الآية الأربعون
من سورة الحاقّة ؛ قوله تعالى (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) ـ بعد قوله تعالى (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) ١١ ، ١٢.
أي تحفظها أذن من شأنها أن تحفظ ما يجب حفظه.
وفي رواية الفريقين ، منهم الواحدي في أسباب نزول القرآن (١) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء (٢) ، وابن المغازلي في المناقب (٣) ، والثعلبيّ ، وأبو القاسم بن حبيب في تفسيريهما (٤) ، كلّهم من رجال العامة وثقات المخالفين.
__________________
(١) ـ أسباب النزول ٢٩٤.
(٢) ـ حلية الأولياء ١ : ٦٧.
(٣) ـ مناقب عليّ بن أبي طالب عليهالسلام لابن المغازلي ٣١٨.
(٤) ـ تفسير الثعلبيّ ١٠ : ٢٨ ؛ نهج الإيمان ٥٥١ ؛ الصراط المستقيم ٢ : ٦٧.
وروى الديلمي في فردوس الأخبار (٥ : ٣٢٩) مرفوعا : يا عليّ إنّ الله أمرني أن أدنيك فأعلّمك التّقى ، وأنزلت هذه الآية (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) ، فأنت أذن واعية لعلمي.
وجاء في شرح المقاصد (٥ : ٢٩٧) : وعليّ بن أبي طالب عليهالسلام أعلم الصحابة لقوّة حدسه وذكائه ، وشدّة ملازمته للنبيّ صلىاللهعليهوآله واستفادته منه. وقد قال النبيّ صلىاللهعليهوآله حين نزل قوله تعالى : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) : اللهم اجعلها أذن عليّ. قال عليّ عليهالسلام : فما نسيت بعد ذلك شيئا. وقال : علّمني رسول الله صلىاللهعليهوآله ألف باب من