في مكانه ، وقهر جميع الخلق بقدرته وبرهانه ، مجيدا لم يزل ، محمودا لا يزال. (والخطبة فيها مواضع من النصّ على خلافة عليّ عليهالسلام وإمامته ووجوب طاعته وفضله).
وفي رواية القمّيّ (١) : أيّها النّاس ، هل تعلمون من وليّكم؟ قالوا : نعم ، الله ورسوله ، قال : ألستم تعلمون أنّي أولى بكم منكم بأنفسكم؟ قالوا : بلى. قال : اللهمّ اشهد ، فأعاد ذلك عليهم ثلاثا ، في كلّ ذلك يقول مثل قوله الأوّل ، ويقول الناس كذلك ، ويقول : اللهمّ اشهد ، ثمّ أخذ بيد أمير المؤمنين عليهالسلام فرفعه حتّى بدا للنّاس بياض ابطيه ، ثمّ قال : ألا من كنت مولاه ، فهذا عليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله وأحبّ من أحبّه ، ثمّ قال : اللهمّ اشهد عليهم وأنا من الشّاهدين (٢).
فاستفهمه عمر (٣) من بين أصحابه ؛ فقال (٤) : يا رسول الله هذا من الله أو من رسوله؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : نعم هذا من الله ومن رسوله ، إنّه أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغرّ المحجّلين ، يقعده الله تعالى يوم القيامة على الصراط ، فيدخل أولياءه الجنّة وأعداءه النّار ؛ فقال أصحابه الّذين ارتدّوا بعده : قد قال محمّد صلىاللهعليهوآله في مسجد الخيف ما قال ، وقال هنا ما قال ، وإن رجع إلى المدينة يأخذنا بالبيعة له ؛ فاجتمع أربعة عشر نفرا (٥) ، وتآمروا على قتل رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وقعدوا له في
__________________
(١) تفسير القمّيّ ١ : ١٧١ ـ ١٧٣.
(٢) تفسير الصافي ٢ : ٧٠.
(٣) لا تخفى على المنصف أنّ هذا السؤال وقع منه لرجائه أن يكون الأمر منه صلىاللهعليهوآله ، فيسهل له الخدش فيه ، كما نسب النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى الهذيان عند وفاته. قال في «حياة الحيوان» : وهو أوّل من سمّي بأمير المؤمنين وهو كما ترى. «منه».
(٤) المغازي للواقدي ٢ : ١٠٤٤ ؛ أسباب النزول للواحدي ١٧٠ ؛ الخصال ٢ : ٢٧٢.
(٥) معارج النبوّة في مدارج الفتوّة الركن الرابع ٢٣٧.