عندهم لأنهم زعموا أن النبي صلىاللهعليهوآله لم يستخلف أحدا فباستخلافه يكون مخالفا للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عندهم ومخالفة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم توجب الطعن. وأيضا فإنه خالف النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في استخلاف من عزله النبي عليهالسلام لأنه استخلف عمر بن الخطاب وقد كان النبي لم يوله عملا سوى أنه بعثه في خيبر فرجع منهزما وولاه أمر الصدقات فشكاه العباس إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فعزله وأنكرت الصحابة على أبي بكر ذلك حتى قال له طلحة : وليت علينا فظا غليظا.
قال : وفي التخلف عن جيش أسامة مع علمهم بقصد البعد وولى أسامة عليهم فهو أفضل وعلي عليهالسلام لم يول عليه أحدا وهو أفضل من أسامة.
أقول : هذا دليل آخر على الطعن في أبي بكر وهو أنه خالف النبي صلىاللهعليهوآله حيث أمره هو وعمر بن الخطاب وعثمان في تنفيذ جيش أسامة لأنه صلىاللهعليهوآله قال في مرضه حالا بعد حال نفذوا جيش أسامة وكان الثلاثة في جيشه وفي جملة من يجب عليه النفوذ معه فلم يفعلوا ذلك مع أنهم عرفوا قصد النبي صلىاللهعليهوآله لأن غرضه بالتنفيذ من المدينة بعد الثلاثة عنها بحيث لا يتوثبوا على الإمامة بعد موت النبي صلىاللهعليهوآله ولهذا جعل الثلاثة في الجيش ولم يجعل عليا عليهالسلام معه وجعل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أسامة أمير الجيش وكان فيه أبو بكر وعمر وعثمان فهو أفضل منهم وعلي عليهالسلام أفضل من أسامة ولم يول عليه أحدا فيكون هو عليهالسلام أفضل الناس كافة.
قال : ولم يتول عملا في زمانه وأعطاه سورة براءة فنزل جبرئيل فأمره برده وأخذ السورة منه وأن لا يقرأها إلا هو أو أحد من أهل بيته فبعث بها عليا عليهالسلام.
أقول : هذا طعن آخر على أبي بكر وهو أنه لم يوله النبي صلىاللهعليهوآله عملا في حياته أصلا سوى أنه أعطاه سورة براءة وأمره بالحج بالناس فلما مضى بعض الطريق نزل جبرئيل عليهالسلام على النبي وأمره برده وأخذ السورة منه وأن لا يقرأها إلا هو