الوجود كقولنا كل عنقاء طائر ، وإن كان موجودا فالحكم فيه ليس مقصودا على أفراده الموجودة بل عليها وعلى افراده المقدرة الوجود أيضا كقولنا كل انسان حيوان.
وأما الخارجية فالحكم فيها على الموجود في الخارج سواء كان اتصافه في الخارج حال الحكم او قبله او بعده فهي تستدعي وجود الموضوع في الخارج والحكم فيها مقصور على الأفراد الخارجية. ثم في المقام بحث منطقي حول موضوع القضايا يطلب في محله.
قوله : بل صورتها ومثالها. ٢٨ / ١٩
كما في (م) والباقية : بل صورتهما ومثالهما على التثنية.
قوله : ولا تزايد فيه ولا اشتداد. ٢٩ / ١١
التزايد في المقدار ، والاشتداد في الكيف. معنى الاشتداد هو اعتبار المحلّ الثابت إلى حال فيه غير قار يتبدل نوعيّته إذا قيس ما يوجد منها في آن ما إلى ما يوجد في آن آخر بحيث يكون ما يوجد في كلّ آن متوسطا بين ما يوجد في آنين يحيطان بذلك الآن ويتجدد جميعها على ذلك المحلّ المتقوم دونها من حيث هو متوجّه بتلك التجدّدات الى غاية ما. ومعنى الضعف هو ذلك المعني بعينه إلّا انه يؤخذ من حيث هو منصرف بها عن تلك الغاية. فالآخذ في الشدة والضعف هو المحلّ لا الحال المتجدد المتصرم ، ولا شكّ أن مثل هذا الحال يكون عرضا لتقوم المحلّ دون كل واحد من تلك الهويات. واما الحال الذي يتبدل هوية المحلّ المتقوم بتبدّله فلا يتصور فيه اشتداد ولا ضعف لامتناع تبدلها على شيء واحد متقوم يكون هو هو في الحالتين ، ولامتناع وجود حالة متوسطة بين كون الشيء هو وبين كونه ليس هو.
هذا ما حرّره الماتن في شرحه على الاشارات. وقال الشارح ببيان اخصر في الجوهر النضيد : ان معنى الاشتداد هو اعتبار المحل الواحد الثابت الى حال فيه غير قار يتبدل نوعيته ويوجد في كل آن نوع من تلك الانواع من غير أن يبقى آنين بحيث يكون في كل آن متوسطا بين ما يوجد في ذلك الآن وما يكون قبله وبعده وهذا لا يعقل الا في العرض. انتهى.
اذا دريت ذلك فاعلم ان الماهية لا يتصور كونها متقومة وموجودة من دون الوجود حتى يتصور توارد الوجود عليها كما لا يمكن ان تتحرك الهيولى في الصورة اذ ليس لها تقوم بدون الصورة حتى يمكن توارد الصور عليها. فلا تزايد في الوجود ولا اشتداد لان التزايد في الوجود هو حركة الماهية