بعض الناس حتى قد ذهب بعض من قارب عصرنا الى ذلك الوهم.
او الظاهر أن البحث عنها في المقام ناظر إلى قوله في المسألة الحادية عشرة ان الوجود يساوق الشيئية فلا تتحقق بدونه فهاهنا صرّح بان الشيئية من المعقولات الثانية ، وفي المسألة السادسة والثلاثين بان الوجود من المعقولات الثانية ثمّ عدّ عدة اخرى منها. والمراد بالوجود هو الوجود المطلق فتبصّر.
واعلم ان المعقول الثاني عند الحكيم اعمّ منه عند المنطقي. بيان ذلك أن ما يعرض لشيء فهناك ينتزع امران عروض واتصاف أما العروض فمن العارض ، وأما الاتصاف فمن الموضوع. مثلا إذا عرض بياض جسما عرض ذلك البياض الجسم واتصف الجسم به بأن صار ابيض. وعروض الشيء في بادي الرأي يتصور باحد الوجوه الاربعة :
الاول أن يكون العروض والاتصاف كلاهما في الخارج كعروض بياض لجسم واتصاف الجسم بذلك البياض.
والثاني أن يكون كلاهما في الذهن كالكلية والجزئية والذاتية والعرضية والجنسية والفصلية والموضوعية والمحمولية والقياس والقضيّة والمعرف وغيرها من المعاني التي جعلت موضوعا للمنطق على أحد القولين.
والثالث أن يكون الاتصاف في الخارج والعروض في الذهن كالشيئية والإمكان والجوهرية والعرضيّة.
والرابع عكس الثالث بأن يكون الاتصاف في الذهن والعروض في الخارج.
والأوّل عند كلا الفريقين ليس من المعقولات الثانية بلا خلاف. والثاني عندهما من المعقولات الثانية كذلك. والثالث عند الحكيم منها وعند المنطقي ليس منها. والرابع لا تحقق له. فالشيئية من المعقولات الثانية عند الحكيم.
وإنما سميت تلك المعقولات بالثانية لانها مستندة الى معقولات أولى متقدمة منها وذلك لأنه يتصور الإنسان أولا مثلا ثم تعرضه الكليّة فلما كانت تلك المعقولات متأخرة عن معقولات اخر سميّت بالمعقولات الثانية. والمراد بالثانية ما ليست بالاولى أعم من أن تعرض معقولا أولا أو ثانيا. وقد اشبعنا البحث عنها في تعليقاتنا على اللآلي المنظومة في المنطق للمتأله السبزواري.
قوله : قال ابو علي بن سينا. ٤٢ / ١٩
الحسين بن عبد الله بن سينا الشيخ الرئيس الحكيم المشهور اسم أمّه ستاره كان ابوه من اهل