فهو بالعليّة وإلا فبالطبع ، وإن لم يحتج فان لم يمكن اجتماعهما في الوجود فبالزمان ، وإن أمكن فان اعتبر بينهما ترتب فبالرتبة وإلّا فبالشرف ، ولكن هذا الدوران ليس بحقيقي بل عبّروا تلك الأقسام على شهرتها بهذه الصورة الدائرة بينهما.
قوله : التقدم بالطبع وهو الخ. ٥٧ / ١٧
قال الشيخ في قاطيغورياس الشفاء : الأقدم عند الطبع هي الأشياء التي اذا رفعت ارتفعت ما بعدها من غير عكس ، وكذا فسّر التقدّم بالطبع في الفصل الاوّل من المقالة الرابعة من الإلهيات (ج ٢ ط ١ ص ٤٦٥).
قوله : ولا يكون هو كمال المؤثر ٥٧ / ١٧
اي ليس علة تامّة.
وقوله : ان جعل المبدأ الاعمّ. ٥٨ / ٢
يعني إن اخذنا من جنس الأجناس الى السافل وجعلناه مبدأ يكون كل جنس قريب بالمبدإ متقدما بالرتبة على نوعه ، وإن جعلنا النوع السافل مبدأ فبالعكس.
والمصنف قد ذكر في منطق التجريد الأقسام الخمسة من السبق على ما ذهب إليه الأوائل كما في منطق ارسطو وفصوص الفارابي وذكر السبق بالذات للمتقدم بالعلة ؛ ولم يعتن بما مال إليه المتكلمون حيث جعلوا السابق غير المجامع مع المسبوق على قسمين قسم يعرضه بسبب الزمان ويسمونه السبق الزماني ، وقسم يعرضه لذاته ويسمونه السبق بالذات كسبق أجزاء الزمان بعضها على بعض وعلّلوا بأن هذا السبق الذاتي ليس بأحد الوجوه الخمسة على الوتيرة التي في الشرح ؛ بل جعل السبق بالزمان شاملا لكليهما كما أعرب ضميره في اساس الاقتباس حيث قال : تقدم وتأخر بر پنج معنى اطلاق كنند اوّل بزمان مانند تقدم دى بر امروز وپدر بر پسر وقديم بر حادث ، وتأخر امروز از دى وپسر از پدر وحادث از قديم واين بالذات بود مانند تقدم دى بر امروز ، يا لغيره مانند ديگر مثالها الخ.
يعني ان تقدم امس على اليوم تقدم بالزمان ولا يلزم أن يكون للزمان زمان حتى يتسلسل وانما يلزم ذلك إذا كان هذا التقدم بزمان زائد على المتقدم والمتأخر بهذا التقدم نفس الزمان ويكون