حيث هو متقدم شيء ليس للمتأخر ويكون لا شيء للمتأخر إلا للمتقدم.
وأورد عليه المولى صدرا في تعليقاته على الشفاء (ص ١٥٤) بقوله إن هذا منقوض بالمتقدم الذي بطل وجوده عند وجود المتأخر اذ لا شك انه متقدم بالزمان. ثم الذي للمتأخر بالزمان ليس موجودا للمتقدم عند وجود المتأخر ، ولا أيضا كان موجودا له كما أن ما للمتقدم من الزمان ما وجد للمتأخر اصلا بل كل جزء من اجزاء الزمان مختص بهوية لا توجد في غيره.
قال : ويمكن الجواب بأن ملاك التقدم في كل قسم من الأقسام شيء من نوع ما فيه التقدم او من جنسه فملاك التقدم في المتقدم بالزمان نفس طبيعة الزمان ولا شك أنّ هذه الطبيعة تكون متحققة فيما هو متقدم حين ما ليست متحققة فيما هو متأخر ولا يتحقق في المتأخر إلّا وقد تحققت في المتقدم وليس الغرض هاهنا تعريف القدر المشترك ليلزم الدور بايراد لفظ التقدم والتأخر بل التنبيه على القدر المشترك.
واقول : كأنّ هذا الجواب منه ليس بسديد لأن الشيخ قال أن يكون للمتقدم من حيث هو متقدم شيء ليس للمتأخر ، وهو يقول : ان هذه الطبيعة تكون متحققة فيما هو متقدم حين ما ليست متحققة فيما هو متأخر ، واين معنى احدهما من الآخر فتأمل.
ثم قال : ان قوله ـ يعني قول الشيخ في الشفاء ـ على الاطلاق ويكون لا شيء للمتأخر إلّا وقد وجد للمتقدم ليس بسديد فقد يوجد كثير من المعاني للمتأخر ولا يوجد مثلها للمتقدم كالجوهرية والجسمية في المبدعات والكائنات المتأخر وجود هما عن الأول تعالى فكان ينبغي أن يقيد ذلك بما يكون من جنس ما فيه التقدم وكانه المراد وان لم يصرح في اللفظ. انتهى ما اردنا من نقل كلامه.
وقال المولى اولياء في تعليقته على الشفاء : قوله وهو أن يكون للمتقدم الخ ، فان المتقدم بالزمان مثلا له مضي زمان اكثر منه للمتأخر وكذا المتقدم بالرتبة فان له وصولا الى المبدأ ليس للمتأخر وقس على هذا قوله ولا شيء للمتأخر اي من هذا المعنى الذي يكون التقدم والتأخر باعتباره فلا يرد ما ذكر البعض انه قد يوجد كثير من المعانى للمتأخر ولا يوجد مثلها للمتقدم كالجوهرية والجسمية في المبدعات والكائنات المتأخر وجودهما عن الاوّل تعالى. انتهى.
اقول : مفاد قوله اي من هذا المعنى الذي يكون التقدم والتأخر باعتباره ، ومفاد قول صدر المتألهين فكان ينبغي أن يقيد ذلك بما يكون من جنس ما فيه التقدم واحد فلا يرد قوله فلا يرد ما ذكر البعض.
واعلم ان البحث عن اقسام السبق وكثير من مسائله ذكرناه في شرحنا على فصوص الفارابي بالفارسية فراجع الى الفص التاسع والستين من ذلك الشرح.