بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله ربّ العالمين ، شكرا لنعمته ، ولا إله إلّا الله ، وحده لا شريك له إقرارا بربوبيته ووحدانيته ، وصلّى الله على خيرته من خلقه محمّد وعلى آله الطيبين ، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العليّ العظيم.
كتاب إثبات القدر والبيان من كتاب الله جلّ ثناؤه وسنة رسوله محمّد صلىاللهعليهوسلم وعلى آله ، وأقاويل الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين رضي الله عنهم أجمعين ـ أنّ أفعال الخلق كلها مقدّرة لله ـ عزوجل ـ مكتوبة له وأنّ الله ـ عزوجل ـ لم يزل عالما بما يكون ولا يزال عالما بما كان ويكون ، قال الله : (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (١) وقال : (ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (٢) وقال : (وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ) (٣) فقدّر ما علم أنّه يكون ، وهو أن كتب ما علم ، ثمّ خلق ما كتب ، فمضى الخلق على كتابه وتقديره وعلمه لا رادّ لقضائه ، ولا مردّ لحكمه ولا تبديل لخلقه ، ولا حول ولا قوّة إلّا به.
__________________
(١) سورة الملك ، الآية رقم (١٤).
(٢) سورة يس ، الآية رقم (٣٨).
(٣) سورة سبأ ، الآية رقم (٢٦).