باب
ذكر البيان أنّ الله تعالى حيث أخذ
الميثاق من بني آدم فقال : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ)
إنّما قال بلى من سبق في علمه سعادته وكونه من أهل الجنّة ، ثم جرى القلم بذلك دون من سبق في علمه شقاوته وكونه من أهل النّار ، ثمّ جرى القلم بذلك ، وقد قيل : أقر جميعهم بالتوحيد وقالوا : بلى طوعا وكرها ، فمن كان في علمه أنّه يصدّق به أقرّ به طوعا ، ومن كان في علمه أنّه يكذّب به أقرّ به كرها ، والله أعلم
٦٤ ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال : أخبرني أبو يحيى يعني السمرقندي ، حدّثنا محمّد بن نصر ، حدّثنا عبيد الله بن معاذ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا شعبة ، عن أبي عمران الجوني ، عن أنس بن مالك ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «يقول الله ـ عزوجل ـ لأهون أهل النّار عذابا : لو كان لك الدنيا وما فيها أكنت مفتديا بها؟ فيقول : نعم ، فيقول : قد أردت منك أهون من هذا وأنت في صلب آدم ؛ أن لا تشرك بي ـ أحسبه قال ولا أدخلك النّار ـ فأبيت إلّا الشرك».
رواه مسلم في «الصحيح» (١) عن عبيد الله بن معاذ. وأخرجاه من حديث غندر عن شعبة (٢) / ومن زعم أنّ جميعهم قالوا : بلى إلّا أنّ من كان في علمه أنّه يكذب به ، إنّما قاله كرها ، يزعم أنّ قوله «فأبيت إلا الشرك» يريد به فأبيت الإقرار بالتوحيد طوعا.
٦٥ ـ أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، حدّثنا أبو العباس
__________________
(١). (٤ / ٢١٦٠) كتاب : صفات المنافقين وأحكامهم.
(٢) البخاري ، كتاب الرقاق (٦٥٥٧) باب : صفة الجنة والنار ، ومسلم (٤ / ٢١٦١) كتاب : صفات المنافقين وأحكامهم.